487
شهادت‌نامه امام حسين عليه السلام 2

شهادت‌نامه امام حسين عليه السلام 2
486

هر چه قدر مى‏خواهيد ، بخوانيد . آن دو هم چهار ركعت نماز خواندند .
ابن زياد گفت : آن دو در پايان نمازشان ، چه گفتند؟
گفت : سرهايشان را به سوى آسمان ، بلند كردند و گفتند : اى زنده و اى بردبار ! اى حاكم‏ترينِ حاكمان ! ميان ما و او ، به حق ، حكم كن .
عبيد اللَّه بن زياد گفت : حاكم‏ترينِ حاكمان ، ميان شما حكم كرد . چه كسى از عهده اين تبهكار بر مى‏آيد؟
مردى از شاميان پذيرفت و ندا داد و گفت : من ، بر مى‏آيم .
ابن زياد گفت : او را به همان جايى كه اين دو نوجوان را كشته است ، ببر و گردنش را بزن و نگذار كه خونش با خون آنها در آميزد . سرش را زود جدا كن و بياور .
آن مرد ، چنين كرد و سرش را آورد و بر نيزه‏اى نصب كرد . كودكان ، آن را با كلوخ و سنگ مى‏زدند و مى‏گفتند : اين ، قاتل ذريّه پيامبر خداست .۱

1.لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ عليهما السلام اُسِرَ مِن مُعَسكَرِهِ غُلامانِ صَغيرانِ ، فَاُتِيَ بِهِما عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، فَدَعا سَجّاناً لَهُ ، فَقالَ : خُذ هذَينِ الغُلامَينِ إلَيكَ ، فَمِن طَيِّبِ الطَّعامِ فَلا تُطعِمهُما، ومِنَ البارِدِ فَلا تَسقِهِما ، وضَيِّق عَلَيهِما سِجنَهُما، وكانَ الغُلامانِ يَصومانِ النَّهارَ، فَإِذا جَنَّهُمَا اللَّيلُ اُتِيا بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكَوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ . فَلَمّا طالَ بِالغُلامَينِ المَكثُ حَتّى‏ صارا فِي السَّنَةِ، قالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: يا أخي، قَد طالَ بِنا مَكثُنا، ويوشِكُ أن تفنى‏ أعمارُنا وتبلى‏ أبدانُنا ، فَإِذا جاءَ الشَّيخُ فَأَعلِمهُ مَكانَنا ، وتَقَرَّب إلَيهِ بِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله لَعَلَّهُ يُوسِّعُ عَلَينا في طَعامِنا، ويَزيدُ في شَرابِنا. فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ أقبَلَ الشَّيخُ إلَيهِما بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ، فَقالَ لَهُ الغُلامُ الصَّغيرُ : يا شَيخُ ، أتَعرِفُ مُحَمَّداً ؟ قالَ : فَكَيفَ لا أعرِفُ مُحَمَّداً وهُوَ نَبِيّي! قالَ : أفَتَعرِفُ جَعفَرَ بنَ أبي طالِبٍ ؟ قالَ : وكَيفَ لا أعرِفُ جَعفَراً ، وقَد أنبَتَ اللَّهُ لَهُ جَناحَينِ يَطيرُ بِهِما مَعَ المَلائِكَةِ كَيفَ يَشاءُ! قالَ : أفَتَعرِفُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ؟ قالَ : وكَيفَ لا أعرِفُ عَلِيّاً ، وهُوَ ابنُ عَمِّ نَبِيّي وأخو نَبِيّي! قالَ لَهُ : يا شَيخُ ، فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله ، ونَحنُ مِن وُلدِ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، بِيَدِكَ اُسارى‏ ، نَسأَلُكَ مِن طَيِّبِ الطَّعامِ فَلا تُطعِمُنا، ومِن بارِدِ الشَّرابِ فَلا تَسقينا، وقَد ضَيَّقتَ عَلَينا سِجنَنا . فَانكَبَّ الشَّيخُ عَلى‏ أقدامِهِما يُقَبِّلُهُما ويَقولُ: نَفسي لِنَفسِكُمَا الفِداءُ، ووَجهي لِوَجهِكُمَا الوِقاءُ، يا عِترَةَ نَبِيِّ اللَّهِ المُصطَفى‏، هذا بابُ الِّسجنِ بَينَ يَدَيكُما مَفتوحٌ، فَخُذا أيَّ طَريقٍ شِئتُما . فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ أتاهُما بِقُرصَينِ مِن شَعيرٍ وكوزٍ مِنَ الماءِ القَراحِ ووَقَّفَهُما عَلَى الطَّريقِ، وقالَ لَهُما: سيرا - يا حَبيبَيَّ - اللَّيلَ ، وَاكمُنَا النَّهارَ حَتّى‏ يَجعَلَ اللَّهُ عزّوجلّ لَكُما مِن أمرِكُما فَرَجاً ومَخرَجاً . فَفَعَلَ الغُلامانِ ذلِكَ . فَلَمّا جَنَّهُمَا اللَّيلُ، انتَهَيا إلى‏ عَجوزٍ عَلى‏ بابٍ، فَقالا لَها: يا عَجوزُ، إنّا غُلامانِ صَغيرانِ غَريبانِ حَدَثانِ غَيرُ خَبيرَينِ بِالطَّريقِ، وهذَا اللَّيلُ قَد جَنَّنا، أضيفينا سَوادَ لَيلَتِنا هذِهِ، فَإِذا أصبَحنا لَزِمنَا الطَّريقَ. فَقالَت لَهُما: فَمَن أنتُما يا حَبيبَيَّ ؟ فَقَد شَمَمتُ الرَّوائِحَ كُلَّها ، فَما شَمَمتُ رائِحَةً أطيَبَ مِن رائِحَتِكُما، فَقالا لَها: يا عَجوزُ، نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله ، هَرَبنا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ مِنَ القَتلِ . قالَتِ العَجوزُ : يا حَبيبَيَّ ! إنَّ لي خَتُناً فاسِقاً ، قَد شَهِدَ الواقِعَةَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، أتَخَوَّفُ أن يُصيبَكُما هاهُنا فَيَقتُلَكُما . قالا: سَوادَ لَيلَتِنا هذِهِ ، فَإِذا أصبَحنا لَزِمنا الطَّريقَ . فَقالَت : سَآتيكُما بِطَعامٍ . ثُمَّ أتَتهُما بِطَعامٍ فَأَكَلا وشَرِبا. فَلَمّا وَلَجَا الفِراشَ قالَ الصَّغيرُ لِلكَبيرِ: يا أخي، إنّا نَرجو أن نَكونَ قَد أمِنّا لَيلَتَنا هذِهِ، فَتَعالَ حَتّى‏ اُعانِقَكَ وتُعانِقَني وأشُمَّ رائِحَتَكَ وتَشُمَّ رائِحَتي قَبلَ أن يُفَرِّقَ المَوتُ بَينَنا. فَفَعَلَ الغُلامانِ ذلِكَ، وَاعتَنَقا وناما . فَلَمّا كانَ في بَعضِ اللَّيلِ أقبَلَ خَتَنُ العَجوزِ الفاسِقُ حَتّى‏ قَرَعَ البابَ قَرعاً خَفيفاً ، فَقالَتِ العَجوزُ : مَن هذا ؟ قالَ: أنَا فُلانٌ. قالَت: مَا الَّذي أطرَقَكَ هذِهِ السّاعَةَ، ولَيسَ هذا لَكَ بِوَقتٍ ؟ قالَ : وَيحَكِ افتَحِي البابَ قَبلَ أن يَطيرَ عَقلي وتَنشَقَّ مَرارَتي في جَوفي ، جَهدُ البَلاءِ قَد نَزَلَ بي. قالَت: وَيحَكَ مَا الَّذي نَزَلَ بِكَ ؟ قالَ: هَرَبَ غُلامانِ صَغيرانِ مِن عَسكَرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، فَنادَى الأَميرُ في مُعَسكَرِهِ: مَن جاءَ بِرَأسٍ واحِدٍ مِنهُما فَلَهُ ألفُ دِرهَمٍ، ومَن جاءَ بِرَأسَيهِما فَلَهُ ألفا دِرهَمٍ، فَقَد اُتعِبتُ وتَعِبتُ ولَم يَصِل في يَدي شَى‏ءٌ . فَقالَتِ العَجوزُ: يا خَتَني! اِحذَر أن يَكونَ مُحَمَّدٌ خَصمَكَ في يَومِ القِيامَةِ. قالَ لَها : وَيحَكِ إنَّ الدُّنيا مُحَرَّصٌ عَلَيها. فَقالَت: وما تَصنَعُ بِالدُّنيا ولَيسَ مَعَها آخِرةٌَ ؟ قالَ: إنّي لَأَراكِ تُحامينَ عَنهُما، كَأَنَّ عِندَكِ مِن طَلَبِ الأَميرِ شَيئاً ، فَقومي فَإِنَّ الأَميرَ يَدعوكِ. قالَت: وما يَصنَعُ الأَميرُ بي ، وإنَّما أنَا عَجوزٌ في هذِهِ البَرِّيَّةِ ؟ قالَ: إنَّما لِيَ الطَّلَبُ، اِفتَحي لِيَ البابَ حَتّى‏ أريحَ وأستَريحَ، فَإِذا أصبَحتُ بَكَّرتُ في أيِّ الطَّريقِ آخُذُ في طَلَبِهِما. فَفَتَحَت لَهُ البابَ، وأتَتهُ بِطَعامٍ وشَرابٍ فَأَكَلَ وشَرِبَ . فَلَمّا كانَ في بَعضِ اللَّيلِ سَمِعَ غَطيطَ الغُلامَينِ في جَوفِ البَيتِ، فَأَقبَلَ يَهيجُ كَما يَهيجُ البَعيرُ الهائِجُ ، ويَخورُ كَما يَخورُ الثَّورُ، ويَلمِسُ بِكَفِّهِ جِدارَ البَيتِ حَتّى‏ وَقَعَت يَدُهُ عَلى‏ جَنبِ الغُلامِ الصَّغيرِ ، فَقالَ لَهُ: مَن هذا ؟ قالَ: أمّا أنَا فَصاحِبُ المَنزِلِ، فَمَن أنتُما . فَأَقبَلَ الصَّغيرُ يُحَرِّكُ الكَبيرَ ويَقولُ : قُم يا حَبيبي، فَقَد وَاللَّهِ وَقَعنا فيما كُنّا نُحاذِرُهُ . قالَ لَهُما: مَن أنتُما ؟ قالا لَهُ: يا شَيخُ! إن نَحنُ صَدَقناكَ فَلَنَا الأَمانُ ؟ قالَ: نَعَم. قالا: أمانُ اللَّهِ وأمانُ رَسولِهِ، وذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ ؟ قالَ: نَعَم . قالا : ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ عَلى‏ ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ ؟ قالَ: نَعَم. قالا: وَاللَّهُ عَلى‏ ما نَقولُ وَكيلٌ وشَهيدٌ ؟ قالَ: نَعَم. قالا لَهُ: يا شَيخُ! فَنَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله ، هَرَبنا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ مِنَ القَتلِ. فَقالَ لَهُما: مِنَ المَوتِ هَرَبتُما، وإلَى المَوتِ وَقَعتُما، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أظفَرَني بِكُما . فَقامَ إلَى الغُلامَينِ فَشَدَّ أكتافَهُما، فَباتَ الغُلامانِ لَيلَتَهُما مُكَتَّفَينِ. فَلَمَّا انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ، دَعا غُلاماً لَهُ أسوَدَ ، يُقالُ لَهُ: فُلَيحٌ، فَقالَ: خُذ هذَينِ الغُلامَينِ، فَانطَلِق بِهِما إلى‏ شاطِئِ الفُراتِ، وَاضرِب عُنُقَيهِما، وَائتِني بِرَأسَيهِما لِأَنطَلِقَ بِهِما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، وآخُذَ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ . فَحَمَلَ الغُلامُ السَّيفَ، ومَشى‏ أمامَ الغُلامَينِ، فَما مَضى‏ إلّا غَيرَ بَعيدٍ حَتّى‏ قالَ أحَدُ الغُلامَينِ : يا أسوَدُ، ما أشبَهَ سَوادَكَ بِسَوادِ بِلالٍ مُؤَذِّنِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله! قالَ : إنَّ مَولايَ قَد أمَرَني بِقَتلِكُما، فَمَن أنتُما ؟ قالا لَهُ: يا أسوَدُ، نَحنُ مِن عِترَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله، هَرَبنا مِن سِجنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ مِنَ القَتلِ: أضافَتنا عَجوزُكُم هذِهِ، ويُريدُ مَولاكَ قَتلَنا. فَانكَبَّ الأَسوَدُ عَلى‏ أقدامِهِما يُقَبِّلُهُما ويَقولُ: نَفسي لِنَفسِكُمَا الفِداءُ، ووَجهي لِوَجهِكُمَا الوِقاءُ، يا عِترَةَ نَبِيِّ اللَّهِ المُصطَفى‏، وَاللَّهِ لا يَكونُ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه و آله خَصمي فِي القِيامَةِ . ثُمَّ عَدا فَرَمى‏ بِالسَّيفِ مِن يَدِهِ ناحِيَةً، وطَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُراتِ، وعَبَرَ إلَى الجانِبِ الآخَرِ، فَصاحَ بِهِ مَولاهُ: يا غُلامُ عَصَيتَني ! فَقالَ: يا مَولايَ، إنَّما أطَعتُكَ ما دُمتَ لا تَعصِي اللَّهَ، فَإِذا عَصَيتَ اللَّهَ فَأَنَا مِنكَ بَرِي‏ءٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . فَدَعَا ابنَهُ، فَقالَ: يا بُنَيَّ، إنَّما أجمَعُ الدُّنيا حَلالَها وحَرامَها لَكَ ، وَالدُّنيا مُحَرَّصٌ عَلَيها، فَخُذ هذَينِ الغُلامَينِ إلَيكَ، فَانطَلِق بِهِما إلى‏ شاطِئِ الفُراتِ، فَاضرِب عُنُقَيهِما وَائتِني بِرَأسَيهِما، لِأَنطَلِقَ بِهِما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وآخُذَ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ . فَأَخَذَ الغُلامُ السَّيفُ، ومَشى‏ أمامَ الغُلامَينِ، فَما مَضى‏ إلّا غَيرَ بَعيدٍ حَتّى‏ قالَ أحَدُ الغُلامَينِ: يا شابُّ، ما أخوَفَني عَلى‏ شَبابِكَ هذا مِن نارِ جَهَنَّمَ! فَقالَ: يا حَبيبَيَّ ، فَمَن أنتُما ؟ قالا : مِن عِترَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه و آله يُريدُ والِدُكَ قَتلَنا . فَانكَبَّ الغُلامُ عَلى‏ أقدامِهِما يُقَبِّلُهُما ، وهُوَ يَقولُ لَهُما مَقالَةَ الأَسوَدِ ، ورَمى‏ بِالسَّيفِ ناحِيَةً وطَرَحَ نَفسَهُ فِي الفُراتِ وعَبَرَ، فَصاحَ بِهِ أبوهُ : يا بُنَيَّ عَصَيتَني! قالَ : لَأَن اُطيعَ اللَّهَ وأعصِيَكَ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أعصِيَ اللَّهَ واُطيعَكَ . قالَ الشَّيخُ : لا يَلي قَتلَكُما أحَدٌ غَيري ، وأخَذَ السَّيفَ ومَشى‏ أمامَهُما، فَلَمّا صارَ إلى‏ شاطِى‏ءِ الفُراتِ سَلَّ السَّيفَ مِن جَفنِهِ، فَلَمّا نَظَرَ الغُلامانِ إلَى السَّيفِ مَسلولاً اغرَورَقَت أعيُنُهُما، وقالا لَهُ: يا شَيخُ، اِنطَلِق بِنا إلَى السّوقِ وَاستَمتِع بِأَثمانِنا، ولا تُرِد أن يَكوَن مُحَمَّدٌ خَصمَكَ فِي القِيامَةِ غَداً . فَقالَ: لا ، ولكِن أقتُلُكُما وأذهَبُ بِرَأسَيكُما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، وآخُذُ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ . فَقالا لَهُ : يا شَيخُ! أما تَحفَظُ قَرابَتَنا مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ؟ فَقالَ : ما لَكُما مِن رَسولِ اللَّهِ قَرابَةٌ . قالا لَهُ : يا شَيخُ! فَائتِ بِنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ حَتّى‏ يَحكُمَ فينا بِأَمرِهِ . قالَ : ما إلى‏ ذلِكَ سَبيلٌ إلَّا التَّقَرُّبُ إلَيهِ بِدَمِكُما . قالا لَهُ : يا شَيخُ! أما تَرحَمُ صِغَرَ سِنِّنا ؟ قالَ : ما جَعَلَ اللَّهُ لَكُما في قَلبي مِنَ الرَّحمَةِ شَيئاً . قالا : يا شَيخُ! إن كان ولا بُدَّ ، فَدَعنا نُصَلّي رَكَعاتٍ . قالَ : فَصَلِّيا ما شِئتُما إن نَفَعَتكُمَا الصَّلاةُ . فَصَلَّى الغُلامانِ أربَعَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ رَفَعا طَرفَيهِما إلَى السَّماءِ فَنادَيا: يا حَيُّ يا حَليمُ ! يا أحكَمَ الحاكِمينَ! اُحكُم بَينَنا وبَينَهُ بِالحَقِّ . فَقامَ إلَى الأَكبَرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وأخَذَ بِرَأسِهِ ووَضَعَهُ فِي المِخلاةِ ، وأقبَلَ الغُلامُ الصَّغيرُ يَتَمَرَّغُ في دَمِ أخيهِ، وهُوَ يَقولُ: حَتّى‏ ألقى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله وأنَا مخُتَضِبٌ بِدَمِ أخي . فَقالَ : لا عَلَيكَ سَوفَ اُلحِقُكَ بِأَخيكَ . ثُمَّ قامَ إلَى الغُلامِ الصَّغيرِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وأخَذَ رَأسَهُ ووَضَعَهُ فِي المِخلاةِ، ورَمى‏ بِبَدَنَيهِما فِي الماءِ، وهُما يَقطُرانِ دَماً . ومَرَّ حَتّى‏ أتى‏ بِهِما عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وهُوَ قاعِدٌ عَلى‏ كُرسِيٍّ لَهُ، وبِيَدِهِ قَضيبُ خَيزُرانٍ، فَوَضَعَ الرَّأسَينِ بَينَ يَدَيهِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِما قامَ ثُمَّ قَعَدَ ثُمَّ قامَ ثُمَّ قَعَدَ ثَلاثاً ، ثُمَّ قالَ : الوَيلُ لَكَ ، أينَ ظَفِرتَ بِهِما ؟ قالَ : أضافَتهُما عَجوزٌ لَنا. قالَ: فَما عَرَفتَ لَهُما حَقَّ الضِّيافَةِ ؟ قالَ : لا . قالَ: فَأَيَّ شَئٍ قالا لَكَ ؟ قالَ: قالا: يا شَيخُ! اذهَب بِنا إلَى السّوقِ فَبِعنا وَانتَفِع بِأَثمانِنا فَلا تُرِد أن يَكونَ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه و آله خَصمَكَ فِي القِيامَةِ. قالَ: فَأَيَّ شَي‏ءٍ قُلتَ لَهُما ؟ قالَ : قُلتُ: لا، ولكِن أقتُلُكُما وأنطَلِقُ بِرَأسَيكُما إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ، وآخُذُ جائِزَةَ ألفَي دِرهَمٍ . قالَ : فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ ؟ قالَ: قالا: اِيتِ بِنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ حَتّى‏ يَحكُمَ فينا بِأَمرِهِ . قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قُلتَ ؟ قالَ : قُلتُ : لَيسَ إلى‏ ذلِكَ سَبيلٌ إلَّا التَّقَرُّبُ إلَيهِ بِدَمِكُما. قالَ: أفَلا جِئتَني بِهِما حَيَّينِ، فَكُنتُ اُضعِفُ لَكَ الجائِزَةَ، وأجعَلُها أربَعَةَ آلافِ دِرهَمٍ ؟ قالَ: ما رَأَيتُ إلى‏ ذلِكَ سَبيلاً إلَّا التَّقَرُّبَ إلَيكَ بِدَمِهِما . قالَ : فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ : قالَ لي : يا شَيخُ ! احفَظ قَرابَتَنا مِن رَسولِ اللَّهِ . قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قُلتَ لَهُما ؟ قالَ : قُلتُ: ما لَكُما مِن رَسولِ اللَّهِ قَرابَةٌ . قالَ : وَيلَكَ ! فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ: قالا: يا شَيخُ! ارحَم صِغَرَ سِنِّنا . قالَ: فَما رَحِمتَهُما ؟! قالَ: قُلتُ: ما جَعَلَ اللَّهُ لَكُما مِنَ الرَّحمَةِ في قَلبي شَيئاً . قالَ : وَيلَكَ! فَأَيَّ شَي‏ءٍ قالا لَكَ أيضاً ؟ قالَ: قالا: دَعنا نُصَلّي رَكَعاتٍ ، فَقُلتُ: فَصَلِّيا ما شِئتُما إن نَفَعَتكُمَا الصَّلاةُ ، فَصَلَّى الغُلامانِ أربَعَ رَكَعاتٍ . قالَ : فَأَيَّ شي‏ءٍ قالا في آخِرِ صَلاتِهِما ؟ قالَ : رَفَعا طَرفَيهِما إلَى السَّماءِ وقالا: يا حَيُّ يا حَليمُ! يا أحكَمَ الحاكِمينَ! اُحكُم بَينَنا وبَينَهُ بِالحَقِّ . قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : فَإِنَّ أحكَمَ الحاكِمينَ قَد حَكَمَ بَينَكُم، مَن لِلفاسِقِ ؟ قالَ: فَانتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ، فَقالَ: أنَا لَهُ. قالَ: فَانطَلِق بِهِ إلَى المَوضِعِ الَّذي قَتَلَ فيهِ الغُلامَينِ، فَاضرِب عُنُقَهُ، ولا تَترُك أن يَختَلِطَ دَمُهُ بِدَمِهِما ، وعَجِّل بِرَأسِهِ . فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ، وجاءَ بِرَأسِهِ فَنَصَبَهُ عَلى‏ قَناةٍ، فَجَعَلَ الصِّبيانُ يَرمونَهُ بِالنَّبلِ وَالحِجارَةِ وهُم يَقولونَ: هذا قاتِلُ ذُرِّيَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله (الأمالى ، صدوق : ص ۱۴۳ ح ۱۴۵ ؛ مقتل الحسين عليه السلام ، خوارزمى : ج ۲ ص ۴۹) .

تعداد بازدید : 132494
صفحه از 992
پرینت  ارسال به