13
الضّيافة في الکتاب و السّنّة

أميرالمؤمنين عليه السلام :
وَجهٌ مُستَبشِرٌ خَيرٌ مِن قَطُوبٍ مُؤثِر .۱
و هو صريح فيما ذكرناه ، فإنّ الإيثار وتقديم الآخرين - الذي هو أرفع منزلة وقيمة من الضيافة - إذا لم يكن مقترناً بالبِشر لم تكن له قيمة ، فكيف هو حال الضيافة؟!

2 . تحاشي المضيّف التصرّفات غير الأخلاقية

على الرغم من أنّ إكرام الضيف أمر حسن للغاية ، إلّا أنّ هناك اُموراً تعدّ في نظر البعض من إكرام الضيف ، إلّا أنّها مذمومة وفق التعاليم الإسلاميّة ، ويتحدّد إكرام الضيف بنظر الإسلام بحدود القيم الأخلاقية . وعلى سبيل المثال فإنّ ما يبذله المضيّف أحياناً في تهيئة الطعام للضيوف واستضافتهم بنحو أفضل ، إذا كان بدافع طلب الشهرة والسمعة ، فباعتباره تصرّفاً لا يناسب تعاليم الإسلام - حيث نهت الشريعة الغرّاء بنصوص قرآنية وأحاديث كثيرة عن إتيان العمل رياءً وسمعة - فهو مذموم بشدّة من وجهة نظر الإسلام .
والنقطة المهمة للغاية والتي ينبغي التأكيد عليها هي : أنّ آداب الضيافة لا تنحصر في الاُمور التي ذكرَتها الروايات الإسلامية ، وإنّما كلّ العادات السائدة في المجتمعات المختلفة والتي تعدّ إكراماً للضيف ، ولا تنافي القيم الأخلاقية من جهة ، كما لا تتعدّى الحدود الشرعية من جهة ثانية ، فهي ممّا يؤكّد عليها الإسلام .

ثانياً . آداب الضيف‏

تناولنا في الفصلين الرابع والخامس عدداً من الاُمور التي تخصّ الضيف ، فهي

1.غرر الحكم : ج ۶ ص ۲۲۶ ح ۹۰۰۸۴ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۰۴ ح ۹۲۵۱ .


الضّيافة في الکتاب و السّنّة
12

والمجموعة الثانية منها هي الاُمور الّتي لو لم يأت بها المضيّف لدلّت على أدبه ، وقد جاءت هذه المجموعة في الفصل الثالث من الكتاب ، وهي عبارة عن :
1 . الرياء والسمعة .
2 . استقلال ما عنده للضيف .
3 . التكّلف .
4 . الدعوة الكاذبة .
5 . استخدام الضيف .
6 . الصوم من دون إذن الضيف .
7 . الإعانة على الرحلة .
جدير ذكره أنّ جميع هذه الآداب ترجع في واقعها إلى أدبين رئيسيّين هما :

1 . إكرام الضيف‏

أكثر الآداب المشار إليها هي في الواقع مظاهر لإكرام الضيف واحترامه . وهذا الأصل بلغ من الأهميّة في نظر قادة الدين بحيث خاطب النبيّ الأعظم صلى اللَّه عليه و آله أميرَ المؤمنين عليه السلام بقوله :
أكرِمِ الضَّيفَ ولَو كانَ كافِراً .۱
الحرّي ذكره هو أنّ إكرام الضيف وطلاقة الوجه وإبراز الحبّ له ، يتمتّعان بمنزلة خاصّة بين الاُمور المذكورة في الآداب التي يحسن للمضيّف العمل بها . وبدون رعاية هذا الأصل سوف لا تثمر بقيّة جهود المضيّف ثمرها ، ولهذا ورد عن

1.راجع : ح ۶۶ .

  • نام منبع :
    الضّيافة في الکتاب و السّنّة
تعداد بازدید : 27757
صفحه از 108
پرینت  ارسال به