بعد انتهاء الوليمة .
وبصورة عامّة يمكن القول : إنّ على الضيف أن يدرك ويحدّد ظروف المضيّف الخاصّة ، ويتحاشى كلّ ما من شأنه أن يوقعه في الأذى ، فكم من ظرف يقتضي أن يغادر الضيف بيت المضيّف بعد تناول الطعام ، كما يوصي القرآن الكريم المسلمين بأن يغادروا بيت النبيّ صلى اللَّه عليه و آله بعد تناولهم الطعام ، وأن لا يستأنسوا بعده بتناول أطراف الحديث .۱ كما قد يكون الأمر على العكس من ذلك ، فيقتضي الظرف أن يتأخّر الضيف . لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ طول البقاء يورث الملل ويعرّض عزّة الضيف للخطر .
3 . التحاشي عن حضور الضيافة المذمومة
الأصل الثالث الذي يلزم الضيف رعايته هو التحاشي عن قبول الضيافة المذمومة والمغايرة للأخلاق والقيم ، نظير : ضيافة المنحرفين عقائديّاً أو أخلاقيّاً ؛ لأنّ عشرتهم تعرّض الشخص للابتلاء بانحرافاتهم . وكذلك ضيافة أهل اللهو واللعب وأصحاب الطرب والموسيقى ، أو الضيافة التي تقام للتنافس والتفاخر والرياء والسمعة ؛ وذلك أنّ هذه الأخلاق الذميمة توجب العداوة ، وهي خطر يهدّد الراحة والطمأنينة في الحياة .
ومن هذا النمط أيضاً الولائم التي تعدّ للأثرياء خاصّة ؛ فإنّ حضورها يعدّ نموذجاً بارزاً للتمييز الطبقي ، وهو في النقطة المقابلة للتعاليم الإسلامية ، والتي ترى المعيار في تقييم الأفراد في التقوى والقيم الأخلاقية والعملية ، لا الثروة الماديّة والمنزلة الاجتماعية أو السياسية .
ولتتميم البحث لا بأس بالإشارة إلى نقطة اُخرى ، وهي أنّ حضور بعض