49
الضّيافة في الکتاب و السّنّة

وَالمِقدادَ وأبا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم فَجَعَلوا يُعَذِّرونَ فِي الأَكلِ .
فَقالَ : «ما صَنَعتُم شَيئاً ، أشَدُّكُم حُبّاً لَنا أحسَنُكُم أكلاً عِندَنا» ، فَجَعَلوا يَأكُلونَ أكلاً جَيِّداً .
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : رَحِمَهُمُ اللَّهُ ورَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وصَلّى‏ عَلَيهِم .۱

۱۱۷.الكافي عن عيسى بن أبي منصور : أكَلتُ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَجَعَلَ يُلقي بَينَ يَدَيَّ الشِّواءَ .
ثُمَّ قالَ : يا عيسى‏ ، إنَّهُ يُقالُ : اِعتَبِر حُبَّ الرَّجُلِ بِأَكلِهِ مِن طَعامِ أخيهِ .۲

۱۱۸.المحاسن عن هشام بن سالم : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام وهُوَ يَقولُ لِرَجُلٍ كانَ يَأكُلُ : أما عَلِمتَ أنَّهُ يُعرَفُ حُبُّ الرَّجُلِ أخاهُ بِكَثرَةِ أكلِهِ عِندَهُ؟!۳

۱۱۹.الكافي عن عبد اللَّه بن سليمان الصيرفيّ : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَدَّم إلَينا طَعاماً فيه شِواءٌ وأشياءَ بَعدَهُ ، ثُمَّ جاءَ بِقَصعَةٍ فيها أرُزٌّ ، فَأَكَلتُ مَعَهُ ، فَقالَ : كُل ، قُلتُ : قَد أكَلتُ .
فَقالَ : كُل ؛ فَإِنَّهُ يُعتَبَرُ حُبُّ الرَّجُلِ لِأَخيهِ بِانبِساطِهِ في طَعامِهِ . ثُمَّ حازَ لي حَوزاً۴بِإِصبَعِهِ مِنَ القَصعَةِ ، فَقالَ لي : لَتَأكُلَنَّ ذا بَعدَ ما قَد أكَلتَ ، فَأَكَلتُهُ .۵

1.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۸ ح ۲ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۱۵۳۱ ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۵۰ ح ۹ .

2.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۸ ح ۳ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۳ ح ۱۵۲۵ عن يونس بن يعقوب ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۹ ح ۳ .

3.المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۳ ح ۱۵۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۸ ح ۱ .

4.الحَوْزُ : الجمع ، وكلّ من ضمّ شيئاً إلى نفسه فقد حازه (الصحاح : ج ۳ ص ۸۷۵ «حوز») .

5.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۹ ح ۴ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۳ ح ۱۵۲۶ ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۹ ح ۴ .


الضّيافة في الکتاب و السّنّة
48

فَقالَ عليه السلام : كُلوا ؛ فَإِنَّما يَستَبينُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخيهِ في أكلِهِ عِندَهُ .
قالَ : فَأَقبَلنا نُغِصَ‏۱ أنفُسَنا كَما تُغَصُّ الإِبِلُ !۲

۱۱۴.الإمام الصادق عليه السلام- لِبَعضِ أصحابِهِ وهُوَ يَأكُلُ مَعَهُ -: إنَّما تُعرَفُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخيهِ بِجَودَةِ أكلِهِ مِن طَعامِهِ ، وإنَّهُ لَيُعجِبُنِي الرَّجُلُ يَأكُلُ مِن طَعامي فَيُجيدُ الأَكلَ ، يَسُرُّني بِذلِكَ .۳

۱۱۵.الكافي عن عنبسة بن مصعب : أتَينا أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام وهُوَ يُريدُ الخُروجَ إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَمَرَ بِسُفرَةٍ فَوُضِعَت بَينَ أيدينا . فَقالَ : كُلوا ، فَأَكَلنا .
فَقالَ : أثبَتُّم ، أثبَتُّم ؛ إنَّهُ كانَ يُقالُ : اعتَبِر حُبَّ القَومِ بِأَكلِهِم ، قالَ : فَأَكَلنا وقَد ذَهَبَتِ الحِشمَةُ .۴

۱۱۶.الكافي عن عبد الرحمن بن الحجّاج : أكَلنا مَعَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَاُوتينا بِقَصعَةٍ مِن أرُزٍّ ، فَجَعَلنا نُعَذِّرُ ، فَقالَ عليه السلام : ما صَنَعتُم شَيئاً ، إنَّ أشَدَّكُم حُبّاً لَنا أحسَنُكُم أكلاً عِندَنا .
قالَ عَبدُ الرَّحمنِ : فَرَفَعتُ كُسحَةَ المائِدَةِ فَأَكَلتُ ، فَقالَ : نَعَم الآنَ ، وأنشَأَ يُحَدِّثُنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله اُهدِيَ إلَيهِ قَصعَةُ أرُزٍّ مِن ناحِيَةِ الأَنصارِ ، فَدَعا سَلمانَ

1.قال في النهاية : غصصت بالماء أغصّ غصصاً : إذا شرقت به أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه . وفي بعض نسخ الكتاب «نعضّ» وهو مِن عَضَّ عليه بالنواجذ ؛ أي استمسكه . وفي بعضها «تضفز أنفسنا كما تضفز الإبل» وهو أظهر ، وقال في النهاية : يقال : ضفزت البعير إذا علفته الضفائز ؛ وهي اللقم الكبار ، الواحدة ضفيزة (مرآة العقول : ج ۲۲ ص ۸۶) .

2.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۹ ح ۶ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۴ ح ۱۵۳۰ عن يونس بن ربيع وفيه «نصعّر» بدل «نغصّ» و «يصّعر» بدل «تغصّ» ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۵۰ ح ۸ .

3.دعائم الإسلام : ج ۲ ص ۱۰۷ ح ۳۴۴ ، مستدرك الوسائل : ج ۱۶ ص ۲۴۳ ح ۱۹۷۳۵ .

4.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۹ ح ۵ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۴ ح ۱۵۲۹ ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۹ ح ۷ .

  • نام منبع :
    الضّيافة في الکتاب و السّنّة
تعداد بازدید : 27798
صفحه از 108
پرینت  ارسال به