65
الضّيافة في الکتاب و السّنّة

4 / 5

اِشتِراطُ اجتِنابِ التَّكَلُّفِ‏

۱۷۸.الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام : أنَّهُ دَعاهُ رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : عَلى‏ أن تَضمَنَ لي ثَلاثَ خِصالٍ ، قالَ : وما هِيَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ : لا تُدخِل عَلَينا شَيئاً مِن خارِجٍ ، ولا تَدَّخِر عَنّي شَيئاً فِي البَيتِ ، ولا تُجحِف‏۱ بِالعِيالِ .
قالَ : ذلِكَ لَكَ . فَأَجابَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام .۲

۱۷۹.الكافي عن مرازم بن حكيم ، عمّن رفعه إليه : إنَّ حارِثاً الأَعوَرَ أتى‏ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اُحِبُّ أن تُكرِمَني بِأَن تَأكُلَ عِندي . فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : عَلى‏ ألّا تَتَكَلَّفَ لي شَيئاً .
ودَخَلَ ، فَأَتاهُ الحارِثُ بِكِسرَةٍ ، فَجَعَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَأكُلُ . فَقالَ لَهُ الحارِثُ : إنَّ مَعِي دَراهِمَ - وأظهَرَها ، فَإِذا هِيَ في كُمِّهِ - فَإِن أذِنتَ لِي اشتَريتُ لَكَ شَيئاً غَيرَها ؟
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : هذِهِ مِمّا في بَيتِكَ .۳

۱۸۰.مستدرك الوسائل عن الأصبغ بن نباتة : خَرَجنا مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وهُوَ يَطوفُ فِي السّوقِ يوفِي الكَيلَ وَالميزانَ ، حَتّى‏ إذَا انتَصَفَ النَّهارُ مَرَّ بِرَجُلٍ جالِسٍ ، فَقامَ إلَيهِ

1.أجحَفَ بِهِ : كلَّفهُ ما لا يُطيق (المصباح المنير : ص ۹۱ «جحف») .

2.الخصال : ص ۱۸۹ ح ۲۶۰ عن عبد اللَّه بن أحمد بن عامر الطائي ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۴۲ ح ۱۳۸ ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۴۶ ح ۱۵۵ كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي ، بحارالأنوار : ج ۷۵ ص ۴۵۱ ح ۴ .

3.الكافي : ج ۶ ص ۲۷۶ ح ۴ ، المحاسن : ج ۲ ص ۱۸۷ ح ۱۵۳۸ ، بحارالأنوار : ج ۴۲ ص ۱۶۰ ح ۳۰ .


الضّيافة في الکتاب و السّنّة
64

تُذَكِّرُ أمرَ الآخِرَةِ ، ويَدَعُ الوَليمَةَ ؛ لِأَنَّها تُذَكِّرُ الدُّنيا .۱

۱۷۷.الإمام الباقر عليه السلام : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه و آله سُئِلَ عَن رَجُلٍ يُدعى‏ إلى‏ وَليمَةٍ وإلى‏ جَنازَةٍ ، فَأَيُّهُما أفضَلُ وأيُّهُما يُجيبُ ؟
فَقالَ : يُجيبُ الجَنازَةَ ؛ فَإِنَّها تُذَكِّرُ الآخِرَةَ ، وَليَدَعِ الوَليمَةَ ؛ فَإِنَّها تُذَكِّرُ الدُّنيا .۲

نكتة

الظاهر أن المراد من هذه الروايات والروايات السابقة عليها هو أنّه لا يجوز الإبطاء والتأخير في قبول الدعوة للحضور في المجالس التي تذكر باللَّه سبحانه وبالآخرة ؛ نظير الذهاب لتشييع الجنائز . وأما الدعوة للحضور في المجالس التي تكون مقرونة بالغفلة عادة ؛ نظير مجالس الأعراس ، فلا ينبغي العجلة في قبولها ، وإنما ينبغي التأني والتأمل فيها ، حتّى يتبين أنها مجالس عارية عن ارتكاب المعاصي ، والذهاب اليها مع التأخير لو لم يسبّب الحرج على المستضيف ؛ كي يحدّ من بواعث الغفلة .

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۶۹ ح ۴۹۴ .

2.تهذيب الأحكام : ج ۱ ص ۴۶۲ ح ۱۵۱۰ عن الإمام الصادق عليه السلام ، الدعوات : ص ۲۶۱ ح ۷۴۷ من دون إسنادٍ إلى الإمام الباقر عليه السلام ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۲۱ من دون اسنادٍ إلى النبيّ صلى اللَّه عليه و آله نحوه ، بحارالأنوار : ج ۸۱ ص ۲۶۷ ح ۲۶ .

  • نام منبع :
    الضّيافة في الکتاب و السّنّة
تعداد بازدید : 27435
صفحه از 108
پرینت  ارسال به