73
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

تحقيق في معنى الحكمة وأقسامها

إنّ مصطلح «الحكمة» في اللغة مشتقّ من «الحُكم» وهو بمعنى المنع؛ لأنّ الحُكم العادل يمنع الظلم ويحدّ منه، وكذلك يُطلَق على لجام الفرس وأمثاله لفظ «الحِكَمة» لأنّها تقيّد الحيوان وتمنعه. ومن هنا قيل للعلم حكمة أيضاً، لأنّه حول دون جهل العالم،۱ كما قيل لكلّ شي‏ء مُتْقَن لا يقبل النفاذ «مُحْكَم».۲
قال الآلوسي في تفسير روح المعاني مبيّناً معنى الحكمة نقلاً عن كتاب البحر :
وفي (البحر) : إنّ فيها تسعة وعشرين قولًا لأهل العلم ، قريبٌ بعضها من بعض . وعدّ بعضهم الأكثر منها اصطلاحًا واقتصارًا على‏ ما رآه القائل فردًا مهمًّا من الحكمة ، وإلّا فهي في‏الأصل مصدر من‏الإحكام، وهو الإتقان في علمٍ أو عملٍ أو قولٍ أو فيها كلّها۳ .

1.يقول ابن فارس : الحاء والكاف والميم، أصل واحد وهو المنع ، وأوّل ذلك الحُكم، وهو المنع من الظلم، وسمّيت حَكَمَة الدابّة لأنّها تمنعها ... والحِكمة هذا قياسها، لأنّها تمنع من الجهل . (معجم مقاييس اللغة: ج ۲ ص‏۹۱ «حكم» ).

2.جاء في الصحاح : أحكمت الشي‏ء فاستحكم، أي صار محكماً (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۲) .

3.روح المعاني للآلوسي : ج ۳ ص ۴۱ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
72
  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 112144
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي