205
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

توضيح حول دواء حجب العلم والحكمة

نلاحظُ في هذا الفصل أنّ القرآن الكريم عرض الموعظة ، والتّقوى‏ ، والذّكر ، والاستعاذة ، والتّوبة ، والبلاء ، أدويّةً شافيّة للأدواء النّاتجة عن وساوس الشّيطان وحُجُب المعرفة ، وفيما يأتي عدد من النّقاط الجديرة بالاهتمام حول دور هذه الأدوية في تمزيق الحُجُب المذكورة والمحافظة على‏ سلامة الرّوح :

1 . غذاء الرّوح ومبدأ الإلهام‏

إنّ أوّل نقطة مهمّة لافتة للنّظر في أدوية حُجُب العلم والحكمة هي أنّ هذه الأدوية هي غذاء للرّوح ومبادئ للإلهام ، مضافاً إلى‏ تمزيقها حُجُب المعرفة من الفكر والقلب .
بعبارة أُخرى‏ ، لا منافاة بين تطبيب هذه الأُمور ، وكَونها مبدأً للإلهامات الغيبيّة الإلهيّة ، كما نلاحظ في أدوية الجسم أنّ غذائيّة الدّواء كمال له ، وهكذا في أدواء الرّوح ، فإنّ أدوية حُجُب المعرفة تمتاز بهذه الخاصيّة المهمّة .
من هنا ، فإنّ ما جاء في هذا الفصل باعتباره دواءً لحجاب العلم والحكمة يمكن أن يُذكر تحت عنوان (مبادئ الإلهام) ، بخاصّة قد وردت في النّصّ عناوين صريحة


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
204

۷۸۷.عنه عليه السلام : التَّوبَةُ تُطَهِّرُ القُلوبَ ، وتَغسِلُ الذُّنوبَ.۱

راجع : ص 171 (الذنب) .

2 / 7

لبَلاء

الكتاب‏

(وَ لَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى‏ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).۲

(وَ مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجَْرُونَ).۳

(فَإِذَا رَكِبُواْ فِى الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).۴

الحديث‏

۷۸۸.الإمام العسكريّ عليه السلام : اللَّهُ هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن جَميعِ ما سِواهُ.۵

راجع : ص 207 (اُصول أدوية المعرفة) و ص 209 (حجب سميكة لن تزول) .

1.غرر الحكم : ح ۱۳۵۵ .

2.السجدة : ۲۱ .

3.النحل : ۵۳ .

4.العنكبوت : ۶۵ وراجع: الأنعام : ۴۰ و ۴۱ ، الإسراء : ۶۷ ، الزمر : ۸ و ۴۹ ، الروم : ۳۳ ، يونس : ۱۲ ، ۲۲ ، ۹۰ .

5.التوحيد : ص ۲۳۱ ح ۵ ، معاني الأخبار : ص ۴ ح ۲ كلاهما عن أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبي الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما ، بحارالأنوار : ج ۳ ص ۴۱ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 79410
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي