أحسبنى من أهله، ما كنت أسبق بمثله سمّيته كتاب «مطلع الصباحتين ومجمع الفصاحتين».
وربما يوجد من كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام) ما هو مطابق لكلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) فى أثناء خطبة طويلة أو خلال وصية بليغة ما لايفهم تناسبهما وتطابقهما لفظاً أو معنى إلّا بتدبّر وتفكّر، فأوردت تلك الخطبة بجملتها نظراً على انتظام الكلام وحصول المرام فى ذلك المقام.
وأنا أرجو ببركة هذا السعى الجميل والكدّ الطويل أن يرزقنى الله (تعالى) بشفاعة خير الثقلين وأحدهما وكرامة أبى السبطين وولدهما، حصول السعادتين ووصول النعمتين وخير الدارين وفوز المنزلين؛ فانّ الله لايضيع أجر من أحسن عملاً.
2) در ادامه مقدّمه(حكايتى و كرامتى)
ثمّ اعلم ايها الخلّ الصديق والحبّ الرفيق أنّه لمّا فرغت من جمع هذا الكتاب البديع ووفّقت لجمع كتب فى فضائل أميرالمؤمنين علىّ، كـ«جوامع الدلائل فى مجامع الفضائل» و كتاب «توجيه السؤالات فى تقرير الإشكالات» و كتاب «رشح الولاء فى شرح الدعاء» و كتاب «فضيلة الحسين وفضله وشكايته ومصيبته وقتله» و كتاب «الفائق على الأربعين فى فضائل أميرالمؤمين» وغيرها …
… اذ تولّد الدهر ببوائقه وعوائقه وفجاء بقوارعه وطوارقه، اُقى بفتن كقطع الليل المظلم والبحر الملتطم من نجوم طوالع ملاعين الكفار وهجوم قوارع مخاذيل التتار، بالليل والنهار عن اليمين واليسار حافّين حول الناس، راكضين حولهم، عامدين قتلهم فاشتبك الظلام وانعكس الأيام وارتكس الأنام وانتكس الإسلام وانتصب الأصنام وانقطع الأرحام، فحارت العقول وطارت القلوب وتأهت النفوس، فالناس فى اتباج امواج الحيرة غرقون وفى أغباش الفتنة فرقون تلقون، حتى أراهم الله بلطفه انّه لاحمى فى الدنيا سوى حمى رسول الله وحمى وصيه وخلفه الصالح من ذريته الإمام المنتظر المهدى … الذى أشار اليه رسول الله(ص) وأمر الناس بالإلتجاء اليه والإجتماع عليه وعند اشتعال نوائد الفتن المظلمة بالهجرة اليه