فغضب عليه بهذا الكلام الفصيح والقول الفضيح وحبسه فى الحال وعزله من الأشغال واسقطه عن المكان الجسيم والمنزل الخطير، ثم أخذ منه ما بقى من الأموال وانتزع من يده ما ملكه من الدوابّ والأسباب حتى لايبقى عليه لِبَد و لاسبد من التّالد والطّارق.
والضعيف فى هذه الشدة بهذه الصفة، طيّب القلب فارغ البال، ينتظر من صنع الله ساعة فساعة، لطائف الله الخفية ويتوقّع من فضل الله (تعالى) لحظة فلحظة صنائع الله الجلية وهو معه على ذلك الإحتجاج واللجاج والجدال والمحال وهو يستعيذ بالله (تعالى) من شره وردّ كيده فى نحره ويستغيث بأميرالمؤمين فى ليله ويومه حتى أراه الله (تعالى) ليلة فى منامه كأنّ أميرالمؤمنين عليّا(عليه السلام) وبيده سيف مسلول قائم على رأسه أخذبنا صيته يجرّه ويسدّده ويقول له: مالك ولا صادقاً لى حتى متى، خلّ سبيله وإلّا ضربت بهذا السيف عنقك!
فانتبه فزعاً مرعوباً، فبعث فى الحال ستعطفه ويستميل قلبه ويعد بالمواعيد الحسنة بردّ الأسباب والأموال وجبر الأحوال وتقرير الأشغال على الحال والزيادة على ما هو المراد.
فردّ الضعيف عليه قوله وقال لايخفى عليك وعلى من فى العراق من أكابرها وأصاغرها انّه من منذ ثلث سنين عازم على زيارة أميرالمؤمنين (عليه السلام)، كيف يغير بشىء دونها.
فلم يبق له سبيل إلّا خلاصه، فنزل تلك القطعة من غير تلفت عن يمين ولاشمال ولاتفحّص حال ولاتفقّد عمّاد ولامال فاحتمل وحشة الطريق ووحدة الرفيق وفرقة الصديق وبُعد السفر وقلة المساعد وكثره المعاند من صادق نيته وصفاء عقيدته، إذ كان خوفه على دينه أعظم من خوفه على نفسه وكان هلاك نفسه أهون عليه من هلاك دينه، فهاجر هو ومن معه الى اميرالمؤمنين وخلفه الصالح القائم المهدى(صلوات الله عليهما).
تا آنجا كه گويد اين مهاجرت من به سوى عتبات عاليات، مشتمل بر اين كرامت بود.
«لزمنى ايرادها منّى واثباتها شكراً لجميل لطفه وعنايته وافتخاراً بانعامه الشامل ومننه الواصل وليعلم أنّه (عليه