آخرت - صفحه 56

۹۴.عنه عليه السلام :إنَّ عَلامَةَ الرّاغِبِ في ثَوابِ الآخِرَةِ ، زُهدُهُ في عاجِلِ زَهرَةِ الدُّنيا ، أما إنَّ زُهدَ الزّاهِدِ في هذِهِ الدُّنيا لا يَنقُصُهُ مِمّا قَسَمَ اللّهُ عز و جل لَهُ فيها وإن زَهِدَ ، وإنَّ حِرصَ الحَريصِ عَلى عاجِلِ زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا لا يَزيدُهُ فيها وإن حَرَصَ ، فَالمَغبونُ مَن حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الآخِرَةِ . ۱

۹۵.عنه عليه السلام :إنَّ الآخِرَةَ لَها أهلٌ ظَلِفَت ۲ أنفُسُهُم عَن مُفاخَرَةِ أهلِ الدُّنيا ، لا يَتَنافَسونَ فِي الدُّنيا ولا يَفرَحونَ بِغَضارَتِها ۳ ولا يَحزَنونَ لِبُؤسِها . ۴

۹۶.الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : ... ياموسى ، أبناءُ الدُّنيا وأهلُها فِتَنٌ بَعضُهُم لِبَعضٍ ، فَكُلٌّ مُزَيَّنٌ لَهُ ما هُوَ فيهِ ، وَالمُؤمِنُ مَن زُيِّنَت لَهُ الآخِرَةُ فَهُوَ يَنظُرُ إلَيها ما يَفتُرُ ۵ ، قَد حالَت شَهوَتُها بَينَهُ وبَينَ لَذَّةِ العَيشِ فَأدلَجَتهُ ۶ بِالأَسحارِ ، كَفِعلِ الرّاكِبِ السّائِقِ إلى غايَتِهِ يَظَلُّ كَئيبا ويُمسي حَزينا ، فَطوبى لَهُ لَو قَد كُشِفَ الغِطاءُ ماذا يُعايِنُ مِنَ السُّرورِ؟! ۷

1.الكافي : ج ۲ ص ۱۲۹ ح ۶ عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۶ ح ۵۵۴ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۵۲ ح ۲۴ .

2.ظَلِفَت نفسي عن كذا : أي كَفَّت (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۹ «ظلف») .

3.غَضارةُ الدنيا : أي طيبها ولذّتها . يقال : إنّهم لفي غضارة من العيش : أي في خصب وخير (النهاية : ج ۳ ص۳۷۰ «غضر») .

4.الأمالي للصدوق : ص ۴۷۸ ح ۶۴۴ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۳۵ ح ۹۷۴ وفيه «طلّقت» بدل «ظلفت» وكلاهما عن عبداللّه بن بكر [ بكران] المرادي عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۷۳ عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام ، مشكاة الأنوار : ص ۲۰۸ ح ۵۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۹ ح ۵۷ .

5.الفَترَة : الانكسار والضّعف ، وقد فَتَر يَفتُر فُتورا (الصحاح : ج ۲ ص ۷۷۷ «فتر») .

6.الإدلاج : السير بالليل ، وظاهر العبارة أنّه استُعمل هنا متعدّيا بمعنى التسيير بالليل ، ولم يأتِ فيما عندنا من كتب اللغة ... ويمكن أن يكون على الحذف والإيصال ؛ أي أدلجت الشهوة معه وسيّرته بالأسحار كالراكب الذي يسابق قرنه إلى الغاية التي يتسابقان إليها (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۱۰۲) .

7.الكافي : ج ۸ ص ۴۲ و ۴۷ ح ۸ ، تحف العقول : ص ۴۹۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۳۶ ح ۱۳.

صفحه از 168