۲۵۶.عنه عليه السلام: اُكنُزُوا كَنزَكُم عِندَ مَن لَا يُضَيِّعُهُ ؛ فَإِنَّ صاحِبَ كَنزِ الدُّنيا يُخافُ عَلَيهِ الآفَةُ ، وَصَاحِبُ كَنزِ اللَّهِ۱ لا يُخافُ عَلَيهِ الآفَةُ .۲
۲۵۷.الإمام الصادق عليه السلام: إِنَّ عِيسى رُوحَ اللَّهِ مَرَّ بِقَومٍ مُجَلِّبِينَ۳ فَقالَ : ما لِهؤُلَاءِ؟ قِيلَ : يا رُوحَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلانَةَ بِنتَ فُلانٍ تُهدَى إِلى فُلانِ بنِ فُلانٍ فِي لَيلَتِها هذِهِ . قالَ : يُجَلِّبُونَ اليَومَ ويَبكُونَ غَداً ، فَقالَ قائِلٌ مِنهُم : وَلِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ : لِأَنَّ صاحِبَتَهُم مَيِّتَةٌ فِي لَيلَتِها هذِهِ!
فَقالَ القائِلُونَ بمَقالَتِهِ : صَدَقَ اللَّهُ وَصَدَقَ رَسُولُهُ . وقالَ أَهلُ النِّفَاقِ : ما أَقرَبَ غَداً!
فَلَمّا أَصبَحُوا جاؤُوا فَوَجَدُوها عَلى حالِها لَم يَحدُث بِها شَيءٌ . فَقالُوا : يا رُوحَ اللَّهِ ، إِنَّ الَّتِي أَخبَرتَنا أَمسِ أَنَّها مَيِّتَةٌ لَم تَمُت! فَقالَ عِيسى عليه السلام : يَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ ، فَاذهَبُوا بِنا إِلَيها .
فَذَهَبُوا يِتَسابَقُونَ حَتّى قَرَعُوا البابَ ، فَخَرجَ زَوجُها فَقالَ لَهُ عِيسى عليه السلام : استَأذِن لِي عَلى صَاحِبَتِكَ ، قالَ : فَدَخَلَ عَلَيها فَأَخبَرَها أَنَّ رُوحَ اللَّهِ وكَلِمَتَهُ بِالبابِ مَعَ عِدَّةٍ ، قالَ : فَتَخَدَّرَت ، فَدَخَلَ عَلَيها فَقالَ لَها : ما صَنَعتِ لَيلَتِكِ هذِهِ؟ قالَت : لَم أَصنَع شَيئاً إِلّا وقَد كُنتُ أَصنَعُهُ فِيما مَضى ، إِنَّهُ كانَ يَعتَرِينا۴
سائِلٌ فِي كُلِّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ فَنُنِيلُهُ ما يَقُوتُهُ إِلى مِثلِها ، وَإِنَّهُ جاءَنِي فِي لَيلَتِي هذِهِ وأَنَا مَشغُولَةٌ بِأَمرِي وأَهلِي فِي مَشَاغيلَ
فَهَتَفَ فَلَم يُجِبهُ أَحَدٌ ، ثُمَّ هَتَفَ فَلَم يُجَب ، حَتّى هَتَفَ مِراراً ، فَلَمّا سَمِعتُ مقالَتَهُ قُمتُ مُتَنَكِّرَةً حَتّى أَنَلتُهُ كَما كُنّا نُنِيلُهُ .
فَقالَ لَها : تَنَحِّي عَن مَجلِسِكِ ، فَإِذا تَحتَ ثِيابِها أَفعِىٌّ مِثلُ جِذعَةٍ عاضٌّ عَلى ذَنبِهِ! فَقالَ عليه السلام : بِما صَنَعتِ صَرَفَ اللَّهُ عَنكِ هذا .۵
1.في شرح نهج البلاغة : «كنز الآخرة » بدل «كنز اللَّه» .
2.تنبيه الخواطر: ج ۱ ص ۱۲۹ ، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۲۷ ح ۴۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۱۹ ص ۳۳۰ ، إحياء العلوم: ج ۳ ص ۲۹۹ وفيه صدره إلى «الآفة» الاُولى .
3.الجَلبَةُ: الأصوات ، وقيل: اختلاط الأصوات ، والجَلبُ: الجَلبةُ في جماعة النّاس ، من الصّياح (لسان العرب: ج ۱ ص ۲۶۹ «جلب»).
4.اعتراه: غشيه طالباً معروفَهُ (لسان العرب: ج ۱۵ ص ۴۴ «عرو»).
5.الأمالي للصدوق: ص ۵۸۹ ح ۸۱۶ ، قصص الأنبياء للراوندي: ص ۲۷۱ ح ۳۱۷ كلاهما عن أبي بصير ، فرج المهموم: ص ۱۱۸ ، روضة الواعظين: ص ۳۹۲ كلّها نحوه ، بحار الأنوار: ج ۴ ص ۹۴ ح ۱.