الفَصلُ السَّادِسُ : الأَمثالُ وَالحِكَمُ
6 / 1
مَثَلُ العالِمِ بِلا عَمَلٍ
۳۵۵.عيسى بن مريم عليه السلام: لَا تَكُونُوا كَالمُنخَلِ يَخرُجُ مِنهُ الدَّقِيقُ الطَّيِّبُ ويُمسِكُ النُّخالَةَ ؛ كَذلِكَ أَنتُم تُخرِجُونَ الحِكمَةَ مِن أَفواهِكُم ويَبقَى الغِلُ۱ فِي صُدُورِكُم!۲
۳۵۶.عنه عليه السلام: إِلى كَم يَسِيلُ الماءُ عَلَى الجَبَلِ لَا يَلِينُ؟! إِلى كَم تَدرُسُونَ الحِكمَةَ لَا يَلِينُ عَلَيها قُلُوبُكُم؟!۳
۳۵۷.عنه عليه السلام: ما أَكثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ وَلَيسَ كُلُّها يَنفَعُ ويُؤكَلُ! وما أَكثَرَ العُلَماء ولَيسَ كُلُّهُم يَنتَفِعُ بما عَلِم! وما أَوسَعَ الأَرضَ ولَيسَ كُلُّها تُسكَنُ! وما أَكثَرَ المُتَكَلِّمِينَ وَلَيسَ كُلُّ كَلَامِهِم يُصَدَّقُ!
فَاحتَفظُوا منَ العُلَماءِ الكَذَبَةِ الَّذينَ عَلَيهِم ثِيابُ الصُّوفِ ، مُنَكِّسِي رُؤُوسِهِم إِلَى الأَرضِ يُزَوِّرُونَ بِهِ الخَطايا، يَرمُقُونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم كَما تَرمُقُ الذّئابُ ، وقَولُهُم
يُخالِفُ فِعلَهُم. وهَل يُجتَنى مِنَ العَوسَجِ العِنَبُ ، ومِنَ الحَنظَلِ التِّينُ؟! وكَذلِكَ لا يُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الكاذِبِ إلّا زُورَاً، وَلَيسَ كُلُّ مَن يَقُولُ يَصدُقُ.۴
1.الغِلّ: الحقد والشحناء (النهاية: ج ۳ ص ۳۸۱).
2.تحف العقول: ص ۳۹۳ عن الإمام الكاظم عليه السلام وص ۵۱۰ ، بحار الأنوار: ج ۱ ص ۱۴۶ ح ۳۰ ؛ تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۴۶۰ عن سفيان بن عيينة وج ۶۸ ص ۶۴ ، تفسير الفخر الرازي: ج ۲ ص ۱۴۶.
3.الأمالي للمفيد: ص ۲۰۹ ح ۴۳ عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۲۵ ح ۳۸ ؛ الزهد الكبير: ص ۱۶۸ ح ۳۸۴ ، تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۴۶۲ كلاهما عن عيسى المرادي نحوه.
4.تحف العقول: ص ۵۰۳ ، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۰۷ ح ۱۷ ؛ تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۴۶۱ نحوه.