۴۸.عنه عليه السلام: إِلَى مَتى تَصِفونَ الطَّرِيقَ لِلمُدلِجِينَ۱ ، وأَنتُم مُقِيمُونَ مَعَ المُتَحَيِّرِينَ؟ إِنَّما يَنبَغِي مِنَ العِلمِ القَلِيلُ ، ومِنَ العَمَلِ الكَثِيرُ .۲
۴۹.تاريخ دمشق عن مالك بن دينار: كانَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام يَقولُ : يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، حَتّى مَتى توعَظونَ لا تَتّعِظونَ؟ لَقَد كَلَّفتُمُ الواعِظينَ تَعَباً!۳
۵۰.سير أعلام النبلاء عن المهاصر بن حبيب: أنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام كانَ يَقولُ : إنَّ الَّذي يُصَلّي ويَصومُ ، ولا يَترُكُ الخَطايا ، مَكتوبٌ فِي المَلَكوتِ كَذّاباً .۴
۵۱.عيسى بن مريم عليه السلام: وَيلَكُم عُلَماءَ السُّوءِ ، الاُجرَةَ تَأخُذُونَ والعَمَلَ لا تَصنَعُونَ! يُوشِكُ رَبُّ العَمَلِ أن يَطلُبَ عَمَلَهُ ، ويُوشِكُ أَن يُخرَجُوا مِنَ الدُّنيا إِلَى ظُلمَةِ القَبرِ ، كَيفَ يَكونُ مِن أَهلِ العِلمِ مَن مَصِيرُهُ إِلَى آخِرَتِهِ وهُوَ مُقبِلٌ عَلى دُنياهُ ، وما يَضُرُّهُ أَشهَى إِلَيهِ مِمّا يَنفَعُهُ!۵
۵۲.عنه عليه السلام: وَيلَكُم يا عُلَماءَ السُّوءِ! أَلَم تَكُونُوا أَمواتاً فَأَحياكُم فَلَمَّا أَحياكُم مِتُّم۶؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا اُمِّيِّين فَعَلَّمَكُم فَلَمّا عَلَّمَكُم نَسِيتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا جُفاةً فَفَقَّهَكُمُ اللَّهُ فَلَمّا فَقَّهَكُم جَهِلتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا ضُلّالاً فَهَداكُم فَلَمّا هَداكُم ضَلَلتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا عُمياً فَبَصَّرَكُم فَلَمّا بَصَّرَكُم عَمِيتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا صُمّاً فَأَسمَعَكُم فَلَمّا أَسمَعَكُم صَمَمتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا بُكماً۷ فَأَنطَقَكُم فَلَمّا أَنطَقَكُم بَكَمتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَستَفتِحُوا
فَلَمّا فَتَحَ لَكُم نَكَصتُم عَلى أَعقابِكُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُم فَلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم واعتَدَيتُم وعَصَيتُم؟! وَيلَكُم! أَلَم تَكُونُوا مُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ تَخافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ۸ النّاسُ فَنَصَرَكُم وأَيَّدَكُم ، فَلَمّا نَصَرَكُمُ استَكبَرتُم وتَجَبَّرتُم؟! فيا وَيلَكُم مِن ذُلِّ يَومِ القِيامَةِ ، كَيفَ يُهِينُكُم ويُصَغِّرُكُم؟! ويا وَيلَكُم يا عُلَماءَ السُّوءِ! إِنَّكُم لَتَعمَلُونَ عَمَلَ المُلحِدِينَ وتَأمَلُونَ أَمَلَ الوارِثِينَ وتَطمَئِنُّونَ بِطُمَأنِينَةِ الآمِنِينَ! ولَيسَ أَمرُ اللَّهِ عَلَى ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَيَّرُونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدُونَ ، ولِلخَرابِ تَبنُونَ وتُعَمَّرُونَ ، ولِلوارِثينَ تُمَهِّدُونَ!۹
1.أدلج: سار اللّيل كلّه (المصباح المنير: ص ۱۹۸ «دلج»). والكلام على الاستعارة.
2.عيون الأخبار لابن قتيبة: ج ۲ ص ۱۲۷.
3.تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۴۶۵.
4.سير أعلام النبلاء: ج ۱۳ ص ۱۹۶، تاريخ دمشق: ج ۴۷ ص ۴۴۸.
5.الأمالي للطوسي: ص ۲۰۸ ح ۳۵۶، الكافي: ج ۲ ص ۳۱۹ ح ۱۳ نحوه وكلاهما عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عليه السلام، بحار الأنوار: ج ۲ ص ۱۰۹ ح ۱۲؛ سنن الدارمي: ج ۱ ص ۱۰۹ ح ۳۷۴، الزهد لابن حنبل: ص ۹۶، شعب الإيمان: ج ۲ ص ۳۱۴ ح ۱۹۱۷ كلّها عن هشام الدستوائي نحوه، الدرّ المنثور: ج ۲ ص ۲۰۹.
6.بخوضكم في الدنيا والشهوات ، وترككم الإقبال على الآخرة ، فكنتم خلقتم للآخرة ونعيمها والبقاء فيها فأعرضتم عنها وأقبلتم إلى الدنيا ، فصرتم ميّتين بل أشدّ خيبة منهم: لأنّكم في الآخرة معذّبون وعن نعيمها محرومون. (هامش بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۱۲).
7.الأبكم: الذي خلق أخرس لا يتكلّم (النهاية: ج ۱ ص ۱۵۰ «بكم»).
8.الخَطْفُ: استلاب الشيء وأخذه بسرعة (النهاية: ج ۲ ص ۴۹ «خطف»).
9.تحف العقول: ص ۵۰۸، بحار الأنوار: ج ۱۴ ص ۳۱۲ ح ۱۷.