رساله اي از ملا حبيب الله شريف كاشاني - صفحه 135

وإذا علمت أنّ الأبواب الى درك حقيقته مسدودة مسدودة والطرق الى فهم كينونيته ممنوعة ممنوعة والسبل الى الإستكناه فى ذاته مصدودة مصدودة.
فحينئذٍ، ربما يشكل عليك الحديث «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» وماورد فى معناه نظراً الى انّك إذا قلت إنى عرفت ذلك الشأن، ماكان معناه إلّا أنّك قدأدركته واطّلعت عليه. فقوله «فقد عرف ربّه»، الظاهر منه انّ العارف بنفسه يدرك كينونية ربّه ويطلع على حقيقة مقامه وذلك مناقض نقضاً بيّنا لما سطرناه، بل سطره أهل التوحيد وأرباب التجريد، بل نصّ عليه الأنبياء المرسلون والملائكة المقرّبون.
ولكنّك إذا تأمّلت هُنيهة يطلع شمس المعنى عن مشرق التحقيق فتشرب من رحيق التدقيق فحينئذٍ تعلم أنّ مثل ذلك الحديث، كناية عن أنّ غرض الحقّ من الخلق ليس أن يعرفوه بالعرفان الإستكناهى لمحاليته كما عرفت.
بل الغرض، أن يطلعوا على ما أودع اللّه فيهم من الجوهرة اللطيفة السازجية التى هى من أبهى الجواهر الملكوتية وأصفاها بحيث لايماثلها شىء ولايوازيها شىء؛ بل هى فى الحقيقة بعنوان آخر، نقطة كافورية بسيطة إلّا أنّ لها بحسب الإستعداد وما فيها من المداد شئوناً كثيرة لانهاية لها بما لانهاية الى مالانهاية فيما لانهاية كيف والنقطة لهى المنشأ لإبداع جميع الحروف والمبدء لتركيب كلّ الكلمات من غير أن ينقص منها شىء كما قال: «لو كان ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه …».۱
ومن ذلك ينكشف السرّ فيما ورد مشهوراً من أنّ: «كلّ ما فى القران يكون فى البسملة وكلّ ما فيها يكون فى الباء منها وكلّ ما فى الباء يكون فى النقطة التى تحتها». ۲
وقوله(ع): «أنا النقطة تحت الباء» ۳ إشارة الى مقام جوهريته فى عالم اللاهوت بحسب استعداده الولائىّ الواقع تحت الإستعداد النبوىّ وإن كان فوق جميع الإستعدادات. وايّاك أن تتوهّم انّ تلك الإنانية لقد خصّت به (عليه السلام) وانحصرت فيه.

1.مأخوذ من: سورة لقمان، آية۲۶ وسورةالكهف، آية۱۰۹

2.راجع: رسالة«على المرتضى نقطة باء البسملة»، السيّد عادل العلوى، الإسلامية.

3.المصدر السابق؛ كلمات مكنونة، الفيض، ص۷

صفحه از 139