رساله اي از ملا حبيب الله شريف كاشاني - صفحه 136

نعم؛ كانت مختصّة به بحسب مقامه ورتبته؛ إذ مقامه الشريف لم يفز به أحد من أوّل الدهر ولايفوز به الى آخره والمدّعى له كبعض السفهاء يكذّب بل يكفّر، إن لم يكن ناشئا عن الشبهة ولانظراً الى انّ جميع أفراد الإنسان فائزون بتلك الجوهرة كلّ بحسب الإستعداد وما فى قلمهم من المداد؛ فلكلّ أن يدّعى تلك الإنانية بحسب حاله كما قال: «ولكلّ درجات مما عملوا …». 1
وايّاك أن تعدّ ذلك من الغرائب وإن كنت مستغرباً فانظر الى المستضيات بنور الشمس، كيف تختلف ضوءً ونوراً وليس لكلّ أن يدّعى الإستضائة بحسب حاله، وأمثال ذلك كثيرة.
ومن هنا يتّضح انّك لو قلت أنا قطب دائرة الإيمان وحقيقة القرآن مع كونك سائراً فى مسلك الهدى وعارجاً بسلاليم الثناء الى أقاليم مقام البقاء وواصلا الى حقيقة نفسك وعارفاً بمقام قدسك، لما كنّا مكذّبيك فى تلك الدعوى؛ لأنّك حينئذٍ شأن من شئون آل اللّه الطاهرين.
وقدأودع فى كينونيتك من جواهر مقام ذاتيتهم القدسية وأنت لقد حفظت تلك الوديعة وربّيت تلك الجوهرة الرفيعة ففزت بمقام من مقامات الأطهار وشاركت فى درجة من درجات الأبرار.
وأنت أيها السامع، إن كنت فى ريب من ذلك، فتأمّل فى قوله(صلّى اللّه عليه وآله): «سلمان منّا أهل البيت» 2 حتّى يظهر لك انّ سلمان بسبب تربيته لجوهرته بمتابعته أهل البيت قدصار داخلاً فى زمرتهم ومختصّاً بخواصّهم (عليهم السلام) من العلم والحكمة، كما قال: «إنّ عند سلمان علم الأوّلين والآخرين». 3 فهل ترى لو ادّعى سلمان القطبية المذكورة، إنّه لقد كفر. كلّا، بل أنت لجهلك بحقيقة نفسك واتّباعك لهواك تنسب من ادّعى ذلك الى الكفر. ويلك كيف تتكلّم بما أنت به جاهل وليس لك به علم وقد قال: «ولاتقْفُ ما ليس لك

1.سورةالأنعام، آية۱۳۲؛ سورةالأحقاف، آية۱۹.

2.عيون أخبارالرضا(ع)، الصدوق، ج۱، ص۶۴؛ الإختصاص، الشيخ المفيد، ص۳۴۱؛ كشف الغمّة فى معرفة الأئمّة، علىّ بن عيسى الإربلى، ج۱، ص۹۶؛ بحارالأنوار، ج۱۸، ص۱۹، ح۴۵.

3.ماوجدت حديثاً بهذا اللفظ ولكن ورد عن علىّ(ع) انّه علم علم الأوّل والآخر (بحارالأنوار، ج۱۰، ص۱۲۳) وقال رسول الله(ص): «سلمان مخصوص بالعلم الأوّل والآخر» (الإختصاص للمفيد، ص۲۲۲) وقال أبوعبدالله(ع): «أدرك سلمان العلم الأوّل والعلم الآخر وهو بحر لاينزح وهو منّا أهل البيت» (رجال الكشّى، ص۵۲، ح۲۵و۳۷).

صفحه از 139