رساله اي از ملا حبيب الله شريف كاشاني - صفحه 137

به علم». 1
نعم لو ادّعى ذلك المقام من لم يكن له أهلاً بأن كان تابعاً لهواه وسالكا فى سبيل رداه، فهو كافر بأحد الوجوه لا بالكفر المصطلح بين المتشرعة (رضوان اللّه عليهم)؛ بل هو يكذّب عندهم ولايكفّر إلّا أن يدّعى مقاماً ليس له استعداده أصلاً كالنبوة والإمامة كما قال: «من ادّعى الإمامة وليس لها بأهل فهو كافر …». 2
ثمّ إذا عرفت انّ الحقّ (تعالى) لايعرف بالكينونية ولايوصف بالكيفوفية؛ بل هو معروف فى ذاته بذاته لذاته وموصوف فى نفسه لنفسه بنفسه؛ لاسبيل للغير الى ساحة صفته ولادليل للسوى الى مقام معرفته.
فاعلم أنّ المراد بمعرفة الربّ المرتّبة على معرفة النفس، هو العرفان الإجمالى؛ أى من عرف جوهر نفسه فقد عرف ربّه بعنوان انّ البارى لذلك الجوهر لأجلّ من مناسبة مع مثل ذلك، بل هو المنشىء لكمال ذلك؛ فكيف لايكون موصوفاً بكمال اتمّ؟
والمراد بالنفس التى تصحّ الإستدلال بها على اتمّية كمال الحق، هى النفس القدسية اللاهوتية. فإنّها أبهى النفوس المجرّدة. فلها فى مقام الإستدلال نحو من الصفة لاتوجد فى غيرها. إذ كلّما كان الشىء أكمل، يكون وصف دليليته للكمال أجلّ ويتطرق فى الحديث أيضاً وجوه اُخر.
منها: إنّ السالك إذا أخذ السلوك فى عالم النفس وتفرّح فى حدائق قدسها، يلوح له أنوار استكشافية تشهد دالّة على وجود الحقّ بحيث لو كشف الغطاء عن البين وأخذ الحجاب عن بين الوصفين، لما ازداده يقيناً آخر (كما أشار اليه مولى الكلّ) 3 وهذا الوجه لايفهم حقيقته إلّا من فاز بمقام السلوك وتخلّع بحلىّ الملوك.
ومنها: إنّ العارف إذا أشعر بكثرة مشقّته وفرط رياضته فى معرفة نفسه (مع أنّها ممكنة حادثة مفتقرة الى غيرها فى الصدور والبقاء) يعرف لامحالة انّ سبيله الى الربّ القديم الذى

1.سورةالإسراء، آية۳۶.

2.الكافى، ج۱، ص۳۷۲، ح۲.

3.اشارة الى قول أميرالمؤمنين(ع) حيث قال: «لوكُشف الغطاء ما ازددتُ يقيناً» (المناقب للخوارزمى، ص۳۷۵ و بحارالأنوار، ج۶۷، ص۲۰۹).

صفحه از 139