رساله اي از ملا حبيب الله شريف كاشاني - صفحه 139

حتى ينزل عليكم ولافى الأرض حتّى يصعد اليكم؛ بل هو مكنون فيكم. تخلّقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم …».
فمن راض نفسه فى اظهار ذلك الشأن، فعلى اللّه أن يهديه اليه كما قال: «والذين جاهدوا فينا لنهديّنهم سبلنا …».۱
فإذا اهتدى الى ذلك المقام وفاز بهذا المرام، فقد عرف ربّه؛ أى ما هو واسطة الفيض والتربية من شأن الحقيقة المحمدية(ص) وهذا الوجه من أسرار الأبرار والظاهر انّه لم يذكره غيرى.
ومنها ما ذكره بعض المتأخّرين من العارفين وهو: إنّ الإنسان مركّب من مادّة وصورة، وحقيقة المادّة من فيض كرم اللّه وهى وصف اللّه نفسه بعبده لأنّ اللّه لمّا كان لايمكنه معرفته لغيره من نحو ذاته وأحبّ أن يعرفه عبده، وصف نفسه وصف تعريفٍ وتعرّفٍ وجعل ذلك الوصف حقيقة عبده وتلك الحقيقة وهى مادته وهى وجوده وهى جهته من ربّه وهى نور اللّه الذى ينظر به المؤمن المفترس وهو فؤاده وآيةاللّه فى نفسه التى أراهم اللّه إيّاها؛ فمن عرف الوصف عرف الموصوف ولمعرفته طريقان: طريق مجمل وطريق مفصّل.
فالأوّل انّ وجودك بالمعنى الثانى هو أن تجد نفسك أثراً ونوراً وصنعاً والأثر يدلّ باللزوم على المؤثر والنور يدلّ على المنير والصنع يدلّ على الصانع.

M4722_T2_File_4957556

الثانى ان تنفى فى وجدانك جميع

1.سورةالعنكبوت، آية۶۹.

صفحه از 139