رساله اي از ملا حبيب الله شريف كاشاني - صفحه 140

سبحات نفسك، حتّى لاتجد إلّا نفسك وهو الحقيقة التى سئل كميل علياً (ع) عنها فقال له: «مالك والحقيقة ياكميل!». فقال: أو لست صاحب سرّك؟ قال: «بلى! ولكن يرشح عليك ما يطفح عنّى». فقال: أو مثلك يخيب سائلاً؟ قال (ع): «الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير اشارة».
قال: زدنى بياناً. فقال: «محو الموهوم وصحو المعلوم».
قال: زدنى بياناً. فقال: «هتك الستر وغلبة السرّ».
قال: زدنى بياناً. فقال: «جذب الأحدية لصفة التوحيد».
قال: زدنى بياناً. فقال: «نور يطلع من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره».
قال: زدنى بياناً. فقال: «أطف السراج فقد طلع الصبح». ۱
فقوله (ع): «كشف سبحات …» جمع سبحة وهى النور والشعاع وهى أعمالك وأقوالك وأوصافك ونسبك وكلّما يتعلّق بك كلّ ذلك غير نفسك فإذا محوت من وجدانك كلّما سوى نفسك حتّى المحو، لم يبق إلّا محض الأنموزج الفهوانىّ الذى خاطبك اللّه به ووصف نفسه به لك وهو نفسك التى خاطبك بها خطاباً فهوانياً أى مشافهة جهراً عياناً بغير رمز ولا اشارة فهو شىء ليس فى شىء ولا على شىء ولا لشىء ولا من شىء ولا الى شىء ولا اليه شىء وليس كمثله شىء ولاداخل فى شىء ولاخارج من شىء الى آخر الصفات الموصوفة بها الذات.
انتهى المجمل من كلامه وملخّصه انّ فى النفس صفات لاهوتية إذا اطّلعت على وصفها بها فقد عرفت ربّك موصوفاً بها ويمكن إرجاع ذلك الوجه الى بعض ما تقدّم.
هذا مجمل ممّا أردنا سطره فى تلك الوريقه وسنبيّن تفصيله فى رسالة اُخرى، إن شاءاللّه! والحمدللّه ربّ العالمين. [ذى القعدةالحرام] 1278
تمّت الرسالة على يد مؤلّفها حبيب اللّه.

1.كلمات مكنونة، ص۳۲؛ مجالس المؤمنين، ج۲، ص۱۱(المجلس السادس).

صفحه از 139