اجازات محمد قاسم و محمد جعفر نراقي - صفحه 393

له كلّ يوم خيرا من ماضيه، وعامله اللّه بلطفه الجليّ والخفيّ، وبلّغه إلى ما يستسعد به من الآمال والأماني.
فأجزت له . أدام اللّه تأييده وتوفيقه . أن يروي عنّي جميع مصنّفاتي ومؤلّفاتي ومقروءاتي من مشايخي العظام وأساتيدي الكرام . أعلى اللّه تعالى درجاتهم في يوم القيام . وما تلقّى عنّى من ضروب من الأحكام من الحلال والحرام، سائلاً منه أن يسلك مسلك الاحتياط الذي به يُرجى الفلاح والنجاة ، عند مزالّ الأقدام على الصراط.
ولا يستبدّ برأيه وإن يراه قويّا، ولا يحتج إلى مخالفة أمراء الأعلام والأفاضل، وإن تخيّل أنّ سندهم كان سيّئا ورَديّا، بل يبذل الجهد في تكميل ما أعدّت للتكميل وإن كان ذلك خطيرا جليلاً، ويرتقي عن حظوظ النفس البهيمية إلى ذورة التشبّه بالملائكة، ينال بذلك مكانا عليّا.
ويَجعل نصب عينيه ما مثّله سبحانه في تبيانه بقوله عزّ من قائل: «هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخسرين أعْمالاً» الآية إلى آخرها؛ فكم من أناس قد جروا على ذلك فلم يبلغوا ما يروي قليلاً ، ولا ما يشفي عليلاً ، واكتفوا عن الإدراك بمجالسة شطر من قلوب الجهّال.
نسأل اللّه . سبحانه وتعالى . الاعتصام من مساولة النفس والشيطان في المبدأ والمآل، وجملة الأحوال؛ إنّه بذلك جدير، وهو على كلّ شيء قدير، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.
وكتب بيمناه الداثرة . أوتي كتابه بيمناه في الآخرة . فقير عفو ربّه الغنيّ ابن محمّد علي، علي الحسني الحسيني الشهير بالطباطبائي، وكان ذلك في شهر شوّال من سنة (1213).
محل مهر مجيز باسجع «لا إله إلاّ اللّه الملك الحقّ المبين، عبده عليّ طباطبائي»

صفحه از 416