اجازات محمد قاسم و محمد جعفر نراقي - صفحه 396

وكان ممّن أخذ منه بالحظّ الوافي، وفاز منه بالنصيب المتكاثر، العالم العامل الذكيّ، والفطن النَّدِس الألمعيّ، والفاضل الكامل البهيّ، ذو الأخلاق الرضيّة، والمحاسن البهيّة السنيّة، الأخ الأعزّ الحاوي لفنون المحامد والمكارم، «الملاّ محمّد قاسم النراقي» وفّقه اللّه للعروج إلى أعلى المعارج والغايات، ووقاه من صنوف المكاره والآفات، بمحمّد وآله الهداة.
فأراد الانتظام في سلك حملة الأخبار، والاقتفاء بآثار العلماء الأخيار، فاستجازني لحسن أخلاقه وعظيم إشفاقه، فجريت فيه على مذاقه وإن لم أكن له أهلاً، إذ كنت أعدّه في هذه الأيّام على نفسي فرضا لا نفلاً.
وأجزت له . زيد فضله، وعظم نبله . أن يروي عنّي ما صحّت لي روايته عن مشايخي الكرام، وساغت لي حكايته عن الفضلاء العظام والأماثل الأعلام، سيّما الكتب الأربعة المشهورة التي عليها المدار في هذه الأعصار، أعني: «الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار»، من مصنّفات المحمّدين أبي جعفرين الثلاثة الأوائل، الذين هم وكتبهم في الظهور والاشتهار كالشمس في رابعة النهار.
والكتب الثلاثة الجامعة لتفاريق الأخبار، أعني: «الوافي والوسائل وبحار الأنوار»، من مصنّفات المحمّدين الثلاثة الأواخر، الذين هم كالسحاب الهواطل والنجوم الزواهر، وسائر كتب الحديث والفقه والأصولين والرجال، وما برز منّي في قالب التصنيف، سيّما «ملخّص الفوائد السنيّة» وشرحه في أصول الفقه، و«مصابيح الهداية» في الفقه . وفّقني اللّه لإتمامه والفوز بسعادة ختامه . وغيرهما من كتب ورسائل وأجوبة مسائل، وسائر الكتب المصنّفة في جميع الفنون العقليّة والنقليّة.
فقد صحّت لي روايتها بأسرها من مشايخي الكرام وأساتيدي الفخام، بطرق عديدة نذكر منها الأعلى، ونقتصر منها على الأولى:
منها: ما أخبرني به قراءةً وسماعا وإجازةً شيخنا العالم العَلَم العلاّمة، وأستادنا الحبر الفاضل الفاصل الفهّامة المحقّق النحرير، والفقيه العديم النظير، مجدّد ما

صفحه از 416