اجازات محمد قاسم و محمد جعفر نراقي - صفحه 402

وقد روي في صحيحي البخاري ومسلم اللّذَين هما أصحّ الكتب بعد كتاب اللّه عندهم في جملة خبرٍ عن النبيّ عليه السلام فأقول : أصحابي ! فقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنّهم لم يزالوا مرتدّين منذ فارقتهم.
ورووا عنه عليه السلام أنّه قال: «عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ؛ يدور معه كيف ما دار»، وقوله عليه السلام : «من تمسّك بعليّ فقد تمسّك بالعروة الوثقى» إلى غير ذلك.
وبالجملة طريقة الإمامية هي الطريقة الحقّة، وهم الفرقة المحقّة.
فاستجازني العالم العامل والفاضل الكامل، صاحب الهمم العلية والأفهام الدقيقة والأفكار الرقيقة، المبجل الممجد الّذي هو علَيّ بمنزلة ولد «ملاّ محمّد قاسم النراقي»، أسعده اللّه في الدارين، وأعطاه ما تمنّاه وتقرّ به العين.
ووجدته ممّن أقبل على تحصيل اللذّات النفسانيّة، وفاز بالسبق على أقرانه في الكمالات الإنسانيّة، وألفيته ممّن انقطع بكليّة إلى طلب المعالي، ووصل يقظة الأيّام بإحياء الليالي، حتّى بلغ من آماله بأعظمه، وجعله من الأعلام وأكرمه.
فاستخرت اللّه تعالى وأجزت له . كثّر اللّه في العلماء مثله . أن يروي عنّي ما ساغت لي روايته، وجازت لي إجازته، من العلوم الدينيّة والمعارف اليقينيّة، من اللغة والصرف والنحو والمنطق والأصولين والتفسير والأدعية والرجال والفقه والاستدلال للعامّة والخاصّة، سيّما الكتب الأربعة الأخباريّة المشتهرة بيننا اشتهار الشمس في رابعة النهار . التي عليها عمد المدار في هذه الأعصار . المتواترة عن مصنّفيها الأبي جعفرين المحمّدين الثلاثة من قدماء فقهائنا الأخيار «الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار».
فقد صحّت لي روايتها بأسرها، إجازة عن السيّد السند والركن المعتمد، سلالة السادات والأفاضل «الأمير عبدالباقي»، عن شيخه وأستاده، زين فضلاء الزمان ومربي العلماء الأعيان، والده العلاّمة «الأمير محمّد حسين»، عن رئيس الفقهاء والمحدّثين، آية اللّه في العالمين، لسان الشيعة ومروّج الشريعة «المولى محمّد

صفحه از 416