اجازات محمد قاسم و محمد جعفر نراقي - صفحه 405

وبعد ، فلمّا أنّ الأخ الجليل، والعمدة النبيل، المهذّب الأصيل، الفائز بالمعلى، والرقيب من مداح السيادة، مضافا إلى ما عليه من النجابة، الفاضل الكامل الزكي الألمعيّ، والبهيّ الصفيّ، «مولانا محمّد قاسم النراقي» وفّقه اللّه للارتقاء إلى أعلى المراقي، كان ممّن رتع في رياض العلوم الدينيّة، وكرع من حياض زلال الأخبار اليقينيّة، وقد التمس منّي الإجازة له فيما صحّت لي روايته، وثبت عندي درايته، من معقول أو منقول وفروع وأصول، حسب ما جرى عليه السلف والخلف من علمائنا الأبرار، من التشرف بالانتظام في سلك الرواة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام .
فسارعت إلى إجابته وإنجاح طلبته؛ لما عليه من جودة فطنة واستحقاقه وأهليّته، فأقول:
إنّي قد أجزت له . سلّمه اللّه وأبقاه . أن يروي عنّي ما صحّت لي روايته من مقروءٍ ومسموعٍ، وما جازت لي إجازته من معقول ومشروع، ولا سيّما كتب الأخبار، وخصوصا من بينها الأربعة السائرة في الأعصار، كمسير الشمس في دائرة نصف النهار، وهي «الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار» وجملة ما صنّفه علماؤنا الأبرار في جميع العلوم.
ولمّا كان طرقي إلى تلك الكتب متكثّرة متعدّدة . إلاّ أنّ الميسور لا يسقط بالمعسور . ولمّا كان الوقت ضيقا فلذا اكتفيت بهذا القدر، وطرق الإجازة لديه معلومة.
وألتمس منه . دام توفيقه . أن يتمسّك بذيل التقوى والاحتياط، وأن لا ينساني في الحياة والممات، لا سيّما في مظانّ الإجابات وأدبار الصلوات.
وكتَبَ أحوج المربوبين إلى عفو ربّه الكريم «محمّد المهدي الإصفهاني» مولدا، والكربلائي مسكنا ومدفنا . عفي عنه بالنبيّ والوصيّ . في سنة (1213).
محل مهر مجيز باسجع «عبده الراجي محمّد مهدي»

صفحه از 416