الاربعون الزاهره المنسوبه إلي العترة الطاهره - صفحه 186

وحديث ابن عمرو رواه الحاكم عن أحمد بن الخضر الشافعي حدّثنا محمّد بن شاذان حدّثنا محمّد بن سهل التميميّ حدّثنا المؤمل بن إسمعيل حدّثنا الثوريّ ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن المنكدر ، عن عبداللّه بن عمرو مثله . ورواه البزّار أيضا من طريق مجاهد : «شَارِبُ الخَمرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ» ثمّ قال : «وَمُدْمِنُ الخَمْرِ عِنْدَنَا مَن يَسْتَحِلّهُ وَلَوْ لَمْ يَشْرَبْهُ فِي طُول عُمْرِهِ وَلاَ بِشَفَةٍ وَاحِدَةٍ» ۱ .
قلت : ولا يخفى ما في هذا القول ، بل الصّحيح أن مدمن الخمر هو الّذي يتّخذها ديدنه ، فلا يصحّوا منها ليلاً ولا نهارا ويشتغل بها عن مصالح دنياه وأُخراه ، فيكون مثله كمثل من اتّخذ الهه هواه . وقد جرت عادة اللّه تعالى في خلقه أنّه من كان كذلك لا يفلح ، ومن سلك هذه الطّريق لا ينجح .
قال في النّهاية : «هو الّذي يعاقر شربها ويلازمه ولا ينفكّ عنه» .
قال : «وهذا تغليظ في أمرها وتحريمه». ۲ انتهى .
هذا هو الصّواب واللّه فليعلم من عكف عليها ، وأقبل بكليّته إليها ، إنّ ذلك علامة الخذلان ، وكيد من الشّيطان ، فليسأل اللّه تعالى التّوبة والغفران ، وليتمسّك بالإنابة إليه فإنّه رحيم حنّان كريم منّان .
وقد وقع بيننا وبين الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ في هذا الحديث ثمانية رجال ثقات ، وهذا إسناد لا

1.مستدرك الحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۴۶ والرواية فيه هكذا : «ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ومن مات مدمن الخمر سقاه اللّه من نهر الغوطة قيل : وما النهر الغوطة ؟ قال : نهر يخرج من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم» .

2.النهاية ، ابن أثير ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ، دمن .

صفحه از 183