مَجدِكَ وجَلالَتِكَ ؟ أو تَطبَعُ عَلى قُلوبٍ انطَوَت عَلى مَحَبَّتِكَ ؟ أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَتِ بِسَماعِ ذِكرِكَ في إرادَتِكَ ؟ أو تَغُلُّ أكُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ ؟ أو تُعاقِبُ أبداناً عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ ؟ أو تُعَذِّبُ أرجُلاً سَعَت في عِبادَتِكَ ؟
إلهي ! لا تُغلِق عَلى مُوَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ ، ولا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ النَّظَرِ إلى جَميلِ رُؤيَتِكَ .
إلهي ! نَفسٌ أعزَزتَها بِتَوحيدِكَ ، كَيفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجرانِكَ ؟ وضَميرٌ انعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ ، كَيفَ تُحرِقُهُ بِحَرارَةِ نيرانِكَ ؟
إلهي ! أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ ، وعَظيمِ سَخَطِكَ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا رَحيمُ يا رَحمنُ ، يا جَبّارُ يا قَهّارُ ، يا غَفّارُ يا سَتّارُ ، نَجِّني بِرَحمَتِكَ مِن عَذابِ النّارِ ، وفَضيحَةِ العارِ ، إذَا امتازَ الأَخيارُ مِنَ الأَشرارِ ، وهالَتِ الأَهوالُ ، وقَرُبَ المُحسِنونَ ، وبَعُدَ المُسيؤونَ ، ووُفِّيَت كُلُّ نَفسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ . ۱
ك - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فِي الرَّهبَةِ
۲۸۳.الإمام زين العابدين عليه السلام :
اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَني سَوِيّاً ، ورَبَّيتَني صَغيراً ، ورَزَقتَني مَكفِيّاً . اللَّهُمَّ إنّي وَجَدتُ فيما أنزَلتَ مِن كِتابِكَ ، وبَشَّرتَ بِهِ عِبادَكَ ، أن قُلتَ : (يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)۲ ، وقَد تَقَدَّمَ مِنّي ما قَد عَلِمتَ ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، فَيا سَوأَتا مِمّا أحصاهُ عَلَيَّ كِتابُكَ ، فَلَولَا المَواقِفُ الَّتي اُؤَمِّلُ مِن عَفوِكَ الَّذي شَمِلَ كُلَّ شَيءٍ لَأَلقَيتُ بِيَدي ، ولَو أنَّ أحَداً استَطاعَ الهَرَبَ مِن رَبِّهِ ، لَكُنتُ أنَا أحَقُّ بِالهَرَبِ مِنكَ ، وأَنتَ لا تَخفى عَلَيكَ خافِيَةٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ إلّا أتَيتَ بِها ،