عَلَيها عُيونُ مَسائِلي .
إلهي ! فَأَفِض بِسَجلٍ مِن سِجالِكَ عَلى عَبدٍ بائِسٍ قَد أتلَفَهُ الظَّمَأُ ، وأَحاطَ بِخَيطِ جِيدِهِ كَلالُ الوَنى ۱ .
إلهي ! أدعوكَ دُعاءَ مَن لَم يَرجُ غَيرَكَ بِدُعائِهِ ، وأَرجوكَ رَجاءَ مَن لَم يَقصِد غَيرَكَ بِرَجائِهِ .
إلهي ! كَيفَ أرُدُّ عارِضَ تَطَلُّعي إلى نَوالِكَ ، وإنَّما أنا فِي استِرزاقي لِهذَا البَدَنِ أحَدُ عِيالِكَ . . .
إلهي ! كَيفَ يَنقُلُ بِنَا اليَأسُ إلَى الإِمساكِ عَمّا لَهِجنا بِطِلابِهِ ، وقَدِ ادَّرَعنا مِن تَأميلِنا إيّاكَ أسبَغَ أثوابِهِ .
إلهي ! إذا هَزَّتِ الرَّهبَةُ أفنانَ مَخافَتِنَا انقَلَعَت مِنَ الاُصولِ أشجارُها ، وإذا تَنَسَّمَت ۲ أرواحُ الرَّغبَةِ مِنّا أغصانَ رَجائِنا أينَعَت بِتَلقيحِ البِشارَةِ أثمارُها .
إلهي ! إذا تَلَونا مِن صِفاتِكَ شَديدَ العِقابِ أسِفنا ، وإذا تَلَونا مِنهَا الغَفورَ الرَّحيمَ فَرِحنا ۳ ، فَنَحنُ بَينَ أمرَينِ : فَلا سَخطَتُكَ تُؤمِنُنا ، ولا رَحمَتُكَ تُؤيِسُنا . . .
إلهي ! إنَّكَ لَم تَزَل بي بارّاً أيّامَ حَياتي ، فَلا تَقطَع بِرَّكَ عَنّي بَعدَ وَفاتي .
إلهي ! كَيفَ أيأَسُ مِن حُسنِ نَظَرِكَ لي بَعدَ مَماتي ، وأَنتَ لَم تُوَلِّني إلَّا الجَميلَ في أيّامِ حَياتي .
إلهي ! إنَّ ذُنوبي قَد أخافَتني ، ومَحَبَّتي لَكَ قَد أجارَتني ، فَتَوَلَّ مِن أمري ما أنتَ أهلُهُ ، وعُد بِفَضلِكَ عَلى مَن غَمَرَهُ جَهلُهُ . يا مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ