>

101
کنز الدعاء المجلد الاول

رُزؤُها ۱ ، وجَلَّ عِقابُها .
بَل كَيفَ - لَو لا أمَلي ، ووَعدُكَ الصَّفحَ عَن زَلَلي - أرجو إقالَتَكَ وقَد جاهَرتُكَ بِالكَبائِرِ ، مُستَخفِياً عَن أصاغِرِ خَلقِكَ ، فَلا أنَا راقَبتُكَ وأَنتَ مَعي ، ولا راعَيتُ حُرمَةَ سَترِكَ عَلَيَّ ، بِأَيِّ وَجهٍ ألقاكَ ؟ وبِأَيِّ لِسانٍ اُناجيكَ وقَد نَقَضتُ العُهودَ وَالأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها ، وجَعَلتُكَ عَلَيَّ كَفيلاً ، ثُمَّ دَعَوتُكَ مُقتَحِماً فِي الخَطيئَةِ فَأَجَبتَني ودَعَوتَني ، وإلَيكَ فَقري فَلَم اُجِب ؟ !
فَوا سَوأَتاه ، وقُبحَ صَنيعاه ، أيَّةَ جُرأَةٍ تَجَرَّأتُ ؟ ! وأَيَّ تَغريرٍ غَرَّرتُ ۲ نَفسي ؟ ! سُبحانَكَ ! فَبِكَ أتَقَرَّبُ إلَيكَ ، وبِحَقِّكَ اُقسِمُ عَلَيكَ ، ومِنكَ أهرُبُ إلَيكَ ، بِنَفسِي استَخفَفتُ عِندَ مَعصِيَتي لا بِنَفسِكَ ، وبِجَهلِي اغتَرَرتُ لا بِحِلمِكَ ، وحَقّي أضَعتُ لا عَظيمَ حَقِّكَ ، ونَفسي ظَلَمتُ ولِرَحمَتِكَ الآنَ رَجَوتُ ، وبِكَ آمَنتُ ، وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، وإلَيكَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ ، فَارحَم إلَيكَ فَقري وفاقَتي ، وكَبوَتي لِحُرِّ وَجهي ، وحَيرَتي في سَوأَةِ ذُنوبي ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ .
يا أسمَعَ مَدعُوٍّ ، وخَيرَ مَرجُوٍّ ، وأَحلَمَ مُغضٍ ، وأَقرَبَ مُستَغاثٍ ، أدعوكَ مُستَغيثاً بِكَ استِغاثَةَ المُتَحَيِّرِ المُستَيئِسِ مِن إغاثَةِ خَلقِكَ ، فَعُد بِلُطفِكَ عَلى‏ ضَعفي ، وَاغفِر بِسَعَةِ رَحمَتِكَ كَبائِرَ ذُنوبي ، وهَب لي عاجِلَ صُنعِكَ ، إنَّكَ أوسَعُ الواهِبينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ .
يا اللَّهُ يا أحَدُ ، يا اللَّهُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ ، اللَّهُمَّ أعيَتنِي المَطالِبُ ، وضاقَت عَلَيَّ المَذاهِبُ وأَقصانِي الأَباعِدُ ، ومَلَّنِي الأَقارِبُ ، وأَنتَ الرَّجاءُ إذَا انقَطَعَ الرَّجاءُ ، وَالمُستَعانُ إذا عَظُمَ البَلاءُ ، وَاللَّجَأُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، فَنَفِّس

1.الرِزءُ : المُصيبَة بفقد الأعزّة (النهاية : ج ۲ ص ۲۱۸ «رزأ») .

2.في الطبعة المعتمدة : «تعزير عزّرت» ، وما في المتن أثبتناه من طبعة بيروت وبحار الأنوار .


کنز الدعاء المجلد الاول
100

إلهي ! دَرَسَتِ ۱ الآمالُ ، وتَغَيَّرَتِ الأَحوالُ ، وكَذَبَتِ الأَلسُنُ ، واُخلِفَتِ العِداةُ ۲ إلّا عِدَتُكَ ، فَإِنَّك وَعَدتَ مَغفِرَةً وفَضلاً ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَعطِني مِن فَضلِكَ ، وأَعِذني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، ما أعظَمَكَ وأَحلَمَكَ وأَكرَمَكَ ! وَسِعَ بِفَضلِكَ حِلمُكَ تَمَرُّدَ المُستَكبِرينَ ، وَاستَغرَقَت نِعمَتُكَ شُكرَ الشّاكِرينَ ، وعَظُمَ حِلمُكَ عَن إحصاءِ المُحصينَ ، وجَلَّ طَولُكَ ۳ عَن وَصفِ الواصِفينَ ، كَيفَ - لَولا فَضلُكَ - حَلُمتَ عَمَّن خَلَقتَهُ مِن نُطفَةٍ ولَم يَكُ شَيئاً ، فَرَبَّيتَهُ بِطيبِ رِزقِكَ ، وأَنشَأتَهُ في تَواتُرِ نِعمَتِكَ ، ومَكَّنتَ لَهُ في مِهادِ أرضِكَ ، ودَعَوتَهُ إلى‏ طاعَتِكَ ، فَاستَنجَدَ عَلى‏ عِصيانِكَ بِإِحسانِكَ ، وجَحَدَكَ وعَبَدَ غَيرَكَ في سُلطانِكَ .
كَيف - لَولا حِلمُكَ - أمهَلتَني وقَد شَمَلتَني بِسِترِكَ ، وأَكرَمتَني بِمَعرِفَتِكَ ، وأَطلَقتَ لِساني بِشُكرِكَ ، وهَدَيتَنِي السَّبيلَ إلى‏ طاعَتِكَ ، وسَهَّلتَنِي المَسلَكَ إلى‏ كَرامَتِكَ ، وأَحضَرتَني سَبيلَ قُربَتِكَ ، فَكانَ جَزاؤُكَ مِنّي أن كافَأتُكَ عَنِ الإِحسانِ بِالإِساءَةِ ، حَريصاً عَلى‏ ما أسخَطَكَ ، مُتَنَقِّلاً فيما أستَحِقُّ بِهِ المَزيدَ مِن نَقِمَتِكَ ، سَريعاً إلى‏ ما أبعَدَ مِن رِضاكَ ، مُغتَبِطاً بِغِرَّةِ ۴ الأَمَلِ ، مُعرِضاً عَن زَواجِرِ الأَجَلِ ، لَم يَقنَعني ۵ حِلمُكَ عَنّي ، وقَد أتاني تَوَعُّدُكَ بِأَخذِ القُوَّةِ مِنّي ، حَتّى‏ دَعَوتُكَ عَلى‏ عَظيمِ الخَطيئَةِ أستَزيدُكَ فِي نِعمَتِكَ ، غَيرَ مُتَأَهِّبٍ لِما قَد أشرَفتُ عَلَيهِ مِن نَقِمَتِكَ ، مُستَبطِئاً لِمَزيدِكَ ، ومُتَسَخِّطاً لِمَيسورِ رِزقِكَ ، مُقتَضِياً جَوائِزَكَ بِعَمَلِ الفُجّارِ ، كَالمُراصِدِ رَحمَتَكَ بِعَمَلِ الأَبرارِ مُجتَهِداً ، أتَمَنّى‏ عَلَيكَ العَظائِمَ كَالمُدِلِّ الآمِنِ مِن قِصاصِ الجَرائِمِ ، فَإِنّا للَّهِ‏ِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، مُصيبَةٌ عَظُمَ

1.دَرَس الشي‏ء : عَفا (لسان العرب : ج ۶ ص ۷۹ «درس») .

2.العِدَةُ : ما أعددتَهُ لحوادث الدهر من المال أو السلاح (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۷۳ «عدد») .

3.الطَولُ : أي الفَضلُ والسِعَةُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۱۲۵ «طول») .

4.في المصدر : «بعزّة» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

5.في بحار الأنوار : «ينفعني» بدل «يقنعني» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 78254
صفحه از 579
پرینت  ارسال به