>

117
کنز الدعاء المجلد الاول

عَلى‏ جَميعِ مَن ذَرَأَ ، وجَعَلَنا شُهداءَ عَلى‏ مَن جَحَدَ ، وكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلى‏ مَن قَلَّ .
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ أمينِكَ عَلى‏ وَحيِكَ ، ونَجيبِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَفِيِّكَ مِن عِبادِكَ ، إمامِ الرَّحمَةِ ، وقائِدِ الخَيرِ ، ومِفتاحِ البَرَكَةِ ، كَما نَصَبَ لِأَمرِكَ نَفسَهُ ، وعَرَّضَ فيكَ لِلمَكروهِ بَدَنَهُ ، وكاشَفَ فِي الدُّعاءِ إلَيكَ حامَّتَهُ ۱ ، وحارَبَ في رِضاكَ اُسرَتَهُ ، وقَطَعَ في إحياءِ دينِكَ رَحِمَهُ ، وأَقصَى الأَدنَينَ عَلى‏ جُحودِهِم ، وقَرَّبَ الأَقصَينَ عَلَى استِجابَتِهِم لَكَ ، ووالى‏ فيكَ الأَبعَدينَ ، وعادى‏ فيكَ الأَقرَبينَ ، وأَدأَبَ ۲ نَفسَهُ في تَبليغِ رِسالَتِكَ ، وأَتعَبَها بِالدُّعاءِ إلى‏ مِلَّتِكَ ، وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِكَ ، وهاجَرَ إلى‏ بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأيِ ۳ عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ ، ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ ، إرادةً مِنهُ لِإِعزازِ دينِكَ ، وَاستِنصاراً عَلى‏ أهلِ الكُفرِ بِكَ ، حَتَّى استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ في أعدائِكَ ، وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ في أولِيائِكَ ، فَنَهَدَ ۴ إلَيهِم مُستَفتِحاً بِعَونِكَ ، ومُتَقَوِّياً عَلى‏ ضَعفِهِ بِنَصرِكَ ، فَغَزاهُم في عُقرِ دِيارِهِم ، وهَجَمَ عَلَيهِم في بُحبوحَةِ ۵ قَرارِهِم ، حَتّى‏ ظَهَرَ أمرُكَ وعَلَت كَلِمَتُكَ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ .
اللَّهُمَّ فَارفَعهُ بِما كَدَحَ فيكَ إلَى الدَّرَجَةِ العُليا مِن جَنَّتِكَ ، حَتّى‏ لا يُساوى‏ في مَنزِلَةٍ ولا يُكافَأَ في مَرتَبَةٍ ، ولا يُوازِيَهُ لَدَيكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، وعَرِّفهُ في أهلِهِ الطّاهِرينَ واُمَّتِهِ المُؤمِنينَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ ، يا نافِذَ العِدَةِ ، يا وافِيَ القَولِ ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ ، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ . ۶

1.الحامّة : الخاصّة . وحامّة الرجل : أقرباؤه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۷ «حمم») .

2.أدْأَبَ الرجل الدابّة : أتعبها ، دأب : جدّ وتعب (تاج العروس : ج ۱ ص ۴۷۶ «دأب») .

3.النَّأْيُ : البُعد (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۰ «نأي») .

4.نَهَدَ : نهض (النهاية : ج ۵ ص ۱۳۴ «نهد») .

5.البُحبُوحة : وسط المَحلّة ، وبُحبُوحَةُ الدار : وسطها (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۰۷ «بحح») .

6.الصحيفة السجّاديّة : ص ۲۵ الدعاء ۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۶ ص ۱۸۶ عن الإمام عليّ وعنه عليهما السلام نحوه .


کنز الدعاء المجلد الاول
116

وَالسَّعيدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَيهِ .
وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ بكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنى‏ مَلائِكَتِهِ إلَيهِ ، وأَكرَمُ خَليقَتِهِ عَلَيهِ ، وأَرضى‏ حامِديهِ لَدَيهِ ، حَمداً يَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ ، كَفَضلِ رَبِّنا عَلى‏ جَميعِ خَلقِهِ .
ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَكانَ كُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَينا وعَلى‏ جَميعِ عِبادِهِ الماضينَ وَالباقينَ ، عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَميعِ الأَشياءِ ، ومَكانَ كُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافاً مُضاعَفَةً أبَداً سَرمَداً إلى‏ يَومِ القِيامَةِ .
حَمداً لا مُنتَهى‏ لِحَدِّهِ ، ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ ، ولا مَبلَغَ لِغايَتِهِ ، ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ.
حَمداً يَكونُ وُصلَةً إلى‏ طاعَتِهِ وعَفوِهِ ، وسَبَباً إلى‏ رِضوانِهِ ، وذَريعَةً إلى‏ مَغفِرَتِهِ ، وطَريقاً إلى‏ جَنَّتِهِ ، وخَفيراً ۱ مِن نِقمَتِهِ ، وأَمناً مِن غَضَبِهِ ، وظَهيراً عَلى‏ طاعَتِهِ ، وحاجِزاً عَن مَعصِيَتِهِ ، وعَوناً عَلى‏ تَأدِيَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ .
حَمداً نَسعَدُ بِهِ فِي السُّعَداءِ مِن أولِيائِهِ ، ونَصيرُ بِهِ في نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُيوفِ أعدائِهِ ، إنَّهُ وَلِيٌّ حَميدٌ . ۲

ب - دُعاءُ الصَّلاةِ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله‏

۱۷۶.الإمام زين العابدين عليه السلام- وكانَ مِن دُعائِهِ بَعدَ هذَا التَّحميدِ فِي الصَّلاةِ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله -:
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي مَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ دونَ الاُمَمِ الماضِيَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ ، بِقُدرَتِهِ الَّتي لا تَعجِزُ عَن شي‏ءٍ وإن عَظُمَ ، ولا يَفوتُها شَي‏ءٌ وإن لَطُفَ ۳ ، فَخَتَمَ بِنا

1.الخفير : المجير (الصحاح : ج ۲ ص ۶۴۸ «خفر») .

2.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۹ الدعاء ۱ ، البلد الأمين : ص ۴۳۸ عن عمير بن متوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه عليهما السلام ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۶ ص ۱۸۵ عن الإمام عليّ وعنه عليهما السلام وفيه ذيله من «والحمد للَّه بكلّ ما حمده به أدنى» ، ينابيع المودّة : ج ۳ ص ۴۱۱ مختصراً .

3.لَطُفَ : صَغُرَ ودَقّ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۹۵ «لطف») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76903
صفحه از 579
پرینت  ارسال به