>

21
کنز الدعاء المجلد الاول

عَظَمَتِهِ ، يا بارِئَ النُّفوسِ بِلا مِثالٍ خَلا مِن غَيرِهِ ، يا زاكِي الطّاهِرُ مِن كُلِّ آفَةٍ بِقُدسِهِ ، يا كافِي الموسِعُ لِما خَلَقَ مِن عَطايا فَضلِهِ ، يا نَقِيُّ مِن كُلِّ جَورٍ لَم يَرضَهُ ولَم يُخالِطهُ فِعالُهُ ، يا حَنّانُ أنتَ الَّذي وَسِعَت كُلَّ شَي‏ءٍ رَحمَتُهُ ، يا مَنّانُ ذَا الإِحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ .
يا دَيّانَ العِبادِ كُلٌّ يَقومُ خاضِعاً لِرَهبَتِهِ ، يا خالِقَ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وكُلٌّ إلَيهِ مَعادُهُ ، يا رَحيمَ كُلِّ صَريخٍ ومَكروبٍ و غِياثَهُ ومَعاذَهُ ، يا تامُّ فَلا تَصِفُ الأَلسُنُ كُنهَ جَلالِهِ ومُلكِهِ وعِزِّهِ ، يا مُبدِعَ البَدائِعِ لَم يَبغِ في إنشائِها عَوناً مِن خَلقِهِ ، يا عَلّامَ الغُيوبِ فَلا يَؤودُهُ شَي‏ءٌ مِن حِفظِهِ ، يا حَليمُ ذَا الأَناةِ فَلا يَعدِلُهُ شَي‏ءٌ مِن خَلقِهِ ، يا مُعيدُ ما أفناهُ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوَتِهِ مِن مَخافَتِهِ .
يا حَميدَ الفِعالِ ذَا المَنِّ عَلى‏ جَميعِ خَلقِهِ بِلُطفِهِ ، يا عَزيزُ المَنيعُ الغالِبُ عَلى‏ أمرِهِ فَلا شَي‏ءَ يُعادِلُهُ ، يا قاهِرُ ذَا البَطشِ الشَّديدِ أنتَ الَّذي لا يُطاقُ انتِقامُهُ ، يا قَريبُ المُتَعالي فَوقَ كُلِّ شَي‏ءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ ، يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ بِقَهرِ عَزيزِ سُلطانِهِ ، يا نورَ كُلِّ شَي‏ءٍ وهُداهُ ، أنتَ الَّذي فَلَقَ الظُّلُماتِ نورُهُ .
يا قُدّوسُ الطّاهِرُ مِن كُلِّ سوءٍ فَلا شَي‏ءَ يُعازُّهُ ۱ مِن خَلقِهِ ، يا عالِي الشّامِخُ فَوقَ كُلِّ شَي‏ءٍ عُلُوُّ ارتِفاعِهِ ، يا مُبدِئَ البَدايا ومُعيدَها بَعدَ فَنائِها بِقُدرَتِهِ ، يا جَليلُ المُتَكَبِّرُ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ ، فَالعَدلُ أمرُهُ ، وَالصِّدقُ [قَولُهُ و] ۲ وَعدُهُ ، يا مَحمودُ فَلا تَستَطيعُ الأَوهامُ كُلَّ شَأنِهِ ومَجدِهِ ، يا كَريمَ العَفوِ ذَا العَدلِ أنتَ الَّذي مَلَأَ كُلَّ شَي‏ءٍ عَدلُهُ ، يا عَظيمُ ذَا الثَّناءِ الفاخِرِ وذَا العِزِّ وَالمَجدِ وَالكِبرِياءِ فَلا يَذِلُّ عِزُّهُ ، يا عَجيبُ ۳ فَلا تَنطِقُ الأَلسِنَةُ بِكُلِّ آلائِهِ وثَنائِهِ .

1.في بحار الأنوار : «يُعادِلُهُ» .

2.أثبتناه من بحار الأنوار .

3.في بحار الأنوار : «يا مُجيبُ» .


کنز الدعاء المجلد الاول
20

فَعِندَ ذلِكَ قالَ آدَمُ : «اللَّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ ، بِجاهِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَالطَّيِّبينَ مِن آلِهِم ، لَمّا تَفَضَّلتَ عَلَيَّ بِقَبولِ تَوبَتي وغُفرانِ زَلَّتي ، وإعادَتي مِن كَراماتِكَ إلى‏ مَرتَبَتي» .
فَقالَ اللَّهُ عزّ وجلّ : قَد قَبِلتُ تَوبَتَكَ ، وأَقبَلتُ بِرِضواني عَلَيكَ ، وصَرَفتُ آلائي ونَعمائي إلَيكَ ، وأَعَدتُكَ إلى‏ مَرتَبَتِكَ مِن كَراماتي ، ووَفَّرتُ نَصيبَكَ مِن رَحَماتي . فَذلِكَ قَولُهُ عزّ وجلّ : (فَتَلَقَّى‏ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) . ۱

1 / 2

دَعَواتُ إدريسَ عليه السلام‏

۱۲.مهج الدعوات : ومِن ذلِكَ دُعاءُ إدريسَ عليه السلام ۲ وَجَدناهُ عَنِ الحَسَنِ البَصرِيِّ قالَ : لَمّا بَعَثَ اللَّهُ إدريسَ عليه السلام إلى‏ قَومِهِ عَلَّمَهُ هذِهِ الأَسماءَ وأَوحى‏ إلَيهِ أن قُلهُنَّ سِرّاً في نَفسِكَ ، ولا تُبدِهِنَّ لِلقَومِ ، فَيَدعوني بِهِنَّ . قالَ : وبِهِنَّ دَعا فَرَفَعَهُ اللَّهُ مَكاناً عَلِيّاً ، ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعالى‏ موسى‏ ، ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعالى‏ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله ، وبِهِنَّ دَعا في غَزوَةِ الأَحزابِ ... وهِيَ :
سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا رَبَّ كُلِّ شَي‏ءٍ ووارِثَهُ ، يا إلهَ الآلِهَةِ ، الرَّفيعَ جَلالُهُ ، يا اللَّهُ المَحمودُ في كُلِّ فِعالِهِ ، يا رَحمنَ كُلِّ شَي‏ءٍ وراحِمَهُ ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ في دَيمومِيَّةِ مُلكِهِ وبَقائِهِ ، يا قَيّومُ فَلا شَي‏ءَ يَفوتُ ۳ عِلمَهُ ولا يَؤودُهُ ۴ ، يا واحِدُ الباقي أوَّلَ كُلِّ شَي‏ءٍ وآخِرَهُ ، يا دائِمُ بِلا فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلكِهِ ، يا صَمَدُ مِن غَيرِ شَبيهٍ ، ولا شَي‏ءَ كَمِثلِهِ ، يا بارِئُ فَلا شَي‏ءَ كُفوُهُ ولا مَكانَ ۵ لِوَصفِهِ ، يا كَبيرُ أنتَ الَّذي لا تَهتَدِي القُلوبُ لِوَصفِ

1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۱۹۲ ح ۴۷ .

2.أوردنا في دعوات شهر رمضان دعاءً منسوباً إلى إدريس عليه السلام يشبه هذا الدعاء مع زيادة كثيرة في آخره (راجع : ج‏۳ ص‏۶۷ «دعوات شهر اللَّه / أدعية الأسحار / دعاء إدريس عليه السلام») .

3.فاتني كذا أي سَبَقَني ، وفُتُّهُ أنا (لسان العرب : ج ۲ ص ۶۹ «فوت») .

4.يَؤودُهُ : يُثقِلهُ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۳ «وأد» ) .

5.في بحار الأنوار : «ولا إمكانَ لوصفه» .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76846
صفحه از 579
پرینت  ارسال به