فَعِندَ ذلِكَ قالَ آدَمُ : «اللَّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ ، بِجاهِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَالطَّيِّبينَ مِن آلِهِم ، لَمّا تَفَضَّلتَ عَلَيَّ بِقَبولِ تَوبَتي وغُفرانِ زَلَّتي ، وإعادَتي مِن كَراماتِكَ إلى مَرتَبَتي» .
فَقالَ اللَّهُ عزّ وجلّ : قَد قَبِلتُ تَوبَتَكَ ، وأَقبَلتُ بِرِضواني عَلَيكَ ، وصَرَفتُ آلائي ونَعمائي إلَيكَ ، وأَعَدتُكَ إلى مَرتَبَتِكَ مِن كَراماتي ، ووَفَّرتُ نَصيبَكَ مِن رَحَماتي . فَذلِكَ قَولُهُ عزّ وجلّ : (فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) . ۱
1 / 2
دَعَواتُ إدريسَ عليه السلام
۱۲.مهج الدعوات : ومِن ذلِكَ دُعاءُ إدريسَ عليه السلام ۲ وَجَدناهُ عَنِ الحَسَنِ البَصرِيِّ قالَ : لَمّا بَعَثَ اللَّهُ إدريسَ عليه السلام إلى قَومِهِ عَلَّمَهُ هذِهِ الأَسماءَ وأَوحى إلَيهِ أن قُلهُنَّ سِرّاً في نَفسِكَ ، ولا تُبدِهِنَّ لِلقَومِ ، فَيَدعوني بِهِنَّ . قالَ : وبِهِنَّ دَعا فَرَفَعَهُ اللَّهُ مَكاناً عَلِيّاً ، ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعالى موسى ، ثُمَّ عَلَّمَهُنَّ اللَّهُ تَعالى مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله ، وبِهِنَّ دَعا في غَزوَةِ الأَحزابِ ... وهِيَ :
سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ووارِثَهُ ، يا إلهَ الآلِهَةِ ، الرَّفيعَ جَلالُهُ ، يا اللَّهُ المَحمودُ في كُلِّ فِعالِهِ ، يا رَحمنَ كُلِّ شَيءٍ وراحِمَهُ ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ في دَيمومِيَّةِ مُلكِهِ وبَقائِهِ ، يا قَيّومُ فَلا شَيءَ يَفوتُ ۳ عِلمَهُ ولا يَؤودُهُ ۴ ، يا واحِدُ الباقي أوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وآخِرَهُ ، يا دائِمُ بِلا فَناءٍ ولا زَوالٍ لِمُلكِهِ ، يا صَمَدُ مِن غَيرِ شَبيهٍ ، ولا شَيءَ كَمِثلِهِ ، يا بارِئُ فَلا شَيءَ كُفوُهُ ولا مَكانَ ۵ لِوَصفِهِ ، يا كَبيرُ أنتَ الَّذي لا تَهتَدِي القُلوبُ لِوَصفِ
1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۱۹۲ ح ۴۷ .
2.أوردنا في دعوات شهر رمضان دعاءً منسوباً إلى إدريس عليه السلام يشبه هذا الدعاء مع زيادة كثيرة في آخره (راجع : ج۳ ص۶۷ «دعوات شهر اللَّه / أدعية الأسحار / دعاء إدريس عليه السلام») .
3.فاتني كذا أي سَبَقَني ، وفُتُّهُ أنا (لسان العرب : ج ۲ ص ۶۹ «فوت») .
4.يَؤودُهُ : يُثقِلهُ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۳ «وأد» ) .
5.في بحار الأنوار : «ولا إمكانَ لوصفه» .