>

219
کنز الدعاء المجلد الاول

مُلهَباتِ لَظى‏ ۱ !» . ۲

و - المُناجاةُ المَأثورَةُ الاُخرى‏ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام

۲۷۶.الإمام عليّ عليه السلام :
إلهي ! كَيفَ اُسكِتُ بِالإِفحامِ ۳ لِسانَ ضَراعَتي ، وقَد أقلَقَني ۴ ما اُبهِمَ عَلَيَّ مِن مَصيرِ عاقِبَتي .
إلهي ! قَد عَلِمتَ حاجَةَ نَفسي إلى‏ ما تَكَفَّلتَ لَها بِهِ مِنَ الرِّزقِ في حَياتي ، وعَرَفتَ قِلَّةَ استِغنائي عَنهُ مِنَ الجَنَّةِ بَعدَ وَفاتي ، فَيا مَن سَمَحَ لي بِهِ مُتَفَضِّلاً فِي العاجِلِ ، لا تَمنَعنيهِ يَومَ فاقَتي إلَيهِ ۵ فِي الآجِلِ ، فَمِن شَواهِدِ نَعماءِ الكَريمِ استِتمامُ نَعمائِهِ ، ومِن مَحاسِنِ آلاءِ الجَوادِ استِكمالُ آلائِهِ .
إلهي ! لَولا ما جَهِلتُ مِن أمري ما شَكَوتُ عَثَراتي ، ولَولا ما ذَكَرتُ مِنَ التَّفريطِ ۶ ما سَفَحتُ عَبَراتي.
إلهي ! صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَامحُ مُثبَتاتِ العَثَراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَراتِ ، وهَب كَثيرَ السَّيِّئاتِ لِقَليلِ الحَسَناتِ .
إلهي ! إن كُنتَ لا تَرحَمُ إلَّا المُجِدّينَ في طاعَتِكَ فَإِلى‏ مَن يَفزَعُ المُقَصِّرونَ ؟ وإن كُنتَ لا تَقبَلُ إلّا مِنَ المُجتَهِدينَ فَإِلى‏ مَن يَلتَجِئُ المُفَرِّطونَ ؟ وإِن كُنتَ لا تُكرِمُ إلّا أهلَ

1.لظى‏ : اسم من أسماء جهنّم (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۳۲ «لظى») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۱۳۷ ح ۱۳۶ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۵۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۲۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۱ ح ۱ .

3.أفحمتني ذنوبي : أي أسكتتني عن سؤالك والطلب منك (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۳۶۷ «فحم») .

4.أي أزعجني ، وفي بحار الأنوار : «أغلقني» .

5.في المصدر : «إليك» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

6.في بحار الأنوار والبلد الأمين : «الإفراط» بدل «التفريط» .


کنز الدعاء المجلد الاول
218

ه - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في شُوَيحِطاتِ النَّجّارِ

۲۷۵.الأمالي للصدوق عن أبي الدرداء : شَهِدتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ بِشُوَيحِطاتِ النَّجّارِ ، وقَدِ اعتَزَلَ عَن مَواليهِ وَاختَفى‏ مِمَّن يَليهِ ، وَاستَتَرَ بِمُغَيِّلاتِ ۱ النَّخلِ ، فَافتَقَدتُهُ وبَعُدَ عَلَيَّ مَكانُهُ ، فَقُلتُ : لَحِقَ بِمَنزِلِهِ ، فَإِذا أنَا بِصَوتٍ حَزينٍ ونَغمَةٍ شَجِيٍّ ، وهُوَ يَقولُ :
«إلهي ! كَم مِن موبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقابَلَتِها بِنَقِمَتِكَ ۲ ؟ ! وكَم مِن جَريرَةٍ ۳ تَكَرَّمتَ عَن كَشفِها بِكَرَمِكَ ؟ ! إلهي ! إن طالَ في عِصيانِكَ عُمُري ، وعَظُمَ فِي الصُّحُفِ ذَنبي ، فَما أنَا مُؤَمِّلٌ غَيرَ غُفرانِكَ ، ولا أنَا بِراجٍ غَيرَ رِضوانِكَ» .
فَشَغَلَنِي الصَّوتُ ، وَاقتَفَيتُ الأَثَرَ ، فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِعَينِهِ ، فَاستَتَرتُ لَهُ وأَخمَلتُ الحَرَكَةَ ، فَرَكَعَ رَكَعاتٍ في جَوفِ اللَّيلِ الغابِرِ ، ثُمَّ فَزَعَ إلَى الدُّعاءِ وَالبُكاءِ وَالبَثِّ وَالشَّكوى‏ ، فَكانَ مِمّا ناجى‏ بِهِ اللَّهَ أن قالَ :
«إلهي ! اُفَكِّرُ في عَفوِكَ فَتَهونُ عَلَيَّ خَطيئَتي ، ثُمَّ أذكُرُ العَظيمَ مِن أخذِكَ فَتَعظُمُ عَلَيَّ بَلِيَّتي» .
ثُمَّ قالَ : «آهِ إن أنَا قَرَأتُ فِي الصُّحُفِ سَيِّئَةً أنَا ناسيها وأَنتَ مُحصيها ، فَتَقولُ : خُذوهُ ، فَيا لَهُ مِن مَأخوذٍ لا تُنجيهِ عَشيرَتُهُ ، ولا تَنفَعُهُ قَبيلَتُهُ ، يَرحَمُهُ المَلَأُ إذا اُذِنَ فيهِ بِالنِّداءِ» .
ثُمَّ قالَ : «آهِ مِن نارٍ تُنضِجُ الأَكبادَ وَالكُلى‏ ! آهِ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ لِلشَّوى‏ ۴ ! آهِ مِن غَمرَةٍ ۵ مِن

1.الغِيلُ : شجر مُلتَفٌّ يُستَترُ فيه كالأجمة (النهاية : ج ۳ ص ۴۰۳ «غيل») .

2.في المصدر : «حَمَلتَ عني فقابلتها بنعمتك» وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

3.الجَريرَةُ : الجناية والذنب (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۸۴ «جرر») .

4.الشوى‏ : جمع شواة ، وهي جلدة الرأس (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۹۲ «شوى») .

5.الغَمرة : الشِدّة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۳۴ «غمر») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76867
صفحه از 579
پرینت  ارسال به