>

267
کنز الدعاء المجلد الاول

وما أوضَحَ الحَقَّ عِندَ مَن هَدَيتَهُ سَبيلَهُ ، إلهي ! فَاسلُك بِنا سُبُلَ الوُصولِ إلَيكَ ، وسَيِّرنا في أقرَبِ الطُّرُقِ لِلوُفودِ عَلَيكَ ، قَرِّب عَلَينَا البَعيدَ ، وسَهِّل عَلَينَا العَسيرَ الشَّديدَ ، وأَلحِقنا بِالعِبادِ الَّذينَ هُم بِالبِدارِ ۱ إلَيكَ يُسارِعونَ ، وبابَكَ عَلَى الدَّوامِ يَطرُقونَ ، وإيّاكَ فِي اللَّيلِ يَعبُدونَ ، وهُم مِن هَيبَتِكَ مُشفِقونَ .
الَّذينَ صَفَّيتَ لَهُمُ المَشارِبَ ، وبَلَّغتَهُمُ الرَّغائِبَ ، وأَنجَحتَ لَهُمُ المَطالِبَ ، وقَضَيتَ لَهُم مِن وَصلِكَ ۲ المَآرِبَ ۳ ، ومَلَأتَ لَهُم ضَمائِرَهُم مِن حُبِّكَ ، ورَوَّيتَهُم مِن صافي شِربِكَ ، فَبِكَ إلى‏ لَذيذِ مُناجاتِكَ وَصَلوا ، ومِنكَ أقصى‏ مَقاصِدِهِم حَصَّلوا ، فَيا مَن هُوَ عَلَى المُقبِلينَ عَلَيهِ مُقبِلٌ ، وبِالعَطفِ عَلَيهِم عائِدٌ مُفضِلٌ ، وبِالغافِلينَ عَن ذِكرِهِ رَحيمٌ رَؤُوفٌ ، وبِجَذبِهِم إلى‏ بابِهِ وَدودٌ عَطوفٌ ، أسأَ لُكَ أن تَجعَلَني مِن أوفَرِهِم مِنكَ حَظّاً ، وأَعلاهُم عِندَكَ مَنزِلاً ، وأَجزَلِهِم مِن وُدِّكَ قِسماً ، وأَفضَلِهِم في مَعرِفَتِكَ نَصيباً ، فَقَدِ انقَطَعَت إلَيكَ هِمَّتي ، وَانصَرَفَت نَحوَكَ رَغبَتي .
فَأَنتَ لا غَيرُكَ مُرادي ، ولَكَ لا لِسِواكَ سَهَري وسُهادي ، ولِقاؤُكَ قُرَّةُ عَيني ، ووَصلُكَ مُنى‏ نَفسي ، وإلَيكَ شَوقي ، وفي مَحَبَّتِكَ وَلَهي ، وإلى‏ هَواكَ صَبابَتي ۴ ، ورِضاكَ بُغيَتي ، ورُؤيَتُكَ حاجَتي ، وجِوارُكَ طَلِبَتي ، وقُربُكَ غايَةُ سُؤلي ، وفي مُناجاتِكَ اُنسي وراحَتي ، وعِندَكَ دَواءُ عِلَّتي وشِفاءُ غُلَّتي ، وبَردُ لَوعَتي وكَشفُ كُربَتي ، فَكُن أنيسي في وَحشَتي ، ومُقيلَ عَثرَتي ، وغافِرَ زَلَّتي ، وقابِلَ تَوبَتي ، ومُجيبَ دَعوَتي ، ووَلِيَّ عِصمَتي ، ومُغنِيَ فاقَتي ، ولا تَقطَعني عَنكَ ، ولا تُبعِدني مِنكَ ، يا نَعيمي وجَنَّتي ، ويا دُنيايَ وآخِرَتي . ۵

1.بادَرَ الشي‏ءَ مُبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ : عاجَلَهُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۸ «بدر») .

2.في الصحيفة السجادية الجامعة : «مِن فَضلِكَ» .

3.مآرب : أي حوائج (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۶ «أرب») .

4.الصبابة : لوعة العشق وحرارته (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۰۲ «صبب») .

5.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۷ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .


کنز الدعاء المجلد الاول
266

مَفَرَّ لي فَأَفِرَّ ، وأَستَقيلُكَ عَثَراتي ، وأَتَنَصَّلُ إلَيكَ مِن ذُنوبِيَ الَّتي قَد أوبَقَتني ۱ ، وأَحاطَت بي فَأَهلَكَتني ، مِنها فَرَرتُ إلَيكَ رَبِّ تائِباً فَتُب عَلَيَّ ، مُتَعَوِّذاً فَأَعِذني ، مُستَجيراً فَلا تَخذُلني ، سائِلاً فَلا تَحرِمني ، مُعتَصِماً فَلا تُسلِمني ، داعِياً فَلا تَرُدَّني خائِباً .
دَعَوتُكَ يا رَبِّ مِسكيناً مُستَكيناً ، مُشفِقاً خائِفاً ، وَجِلاً فَقيراً مُضطَرّاً إلَيكَ ، أشكو إلَيكَ يا إلهي ضَعفَ نَفسي عَنِ المُسارَعَةِ فيما وَعَدتَهُ أولِياءَكَ ، وَالمُجانَبَةِ عَمّا حَذَّرتَهُ أعداءَكَ ، وكَثرَةَ هُمومي ووَسوسَةَ نَفسي .
إلهي ! لَم تَفضَحني بِسَريرَتي ، ولَم تُهلِكني بِجَريرَتي ۲ ؛ أدعوكَ فَتُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئاً حينَ تَدعوني ، وأَسأَ لُكَ كُلَّما شِئتُ مِن حَوائِجي ، وحَيثُ ما كُنتُ وَضَعتُ عِندَكَ سِرّي ، فَلا أدعو سِواكَ ، ولا أرجو غَيرَكَ ، لَبَّيكَ لَبَّيكَ ، تَسمَعُ مَن شَكا إلَيكَ ، وتَلقى‏ مَن تَوَكَّلَ عَلَيكَ ، وتُخَلِّصُ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ ، وتُفَرِّجُ عَمَّن لاذَ بِكَ .
إلهي ! فَلا تَحرِمني خَيرَ الآخِرَةِ وَالاُولى‏ لِقِلَّةِ شُكري ، وَاغفِر لي ما تَعلَمُ مِن ذُنوبي ، إن تُعَذِّب فَأَنَا الظّالِمُ المُفَرِّطُ ، المُضَيِّعُ الآثِمُ ، المُقَصِّرُ المُضَجِّعُ ، المُغفِلُ حَظَّ نَفسي ، وإن تَغفِر فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . ۳

راجع : ص‏512 ح 691 .

5 / 13

مُناجاةُ المُريدينَ‏

۳۳۵.الإمام زين العابدين عليه السلام- فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ المُريدينَ -:
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سُبحانَكَ ما أضيَقَ الطُّرُقَ عَلى‏ مَن لَم تَكُن دَليلَهُ ،

1.يوبِقُهنَّ : أي يُهلِكُهنَّ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۰۰ «وبق») .

2.الجريرة : ما يَجرُّهُ الإنسان من ذنب (المصباح المنير : ص ۹۶ «جرر») .

3.الصحيفة السجادية : ص ۲۱۷ الدعاء ۵۱ ، البلد الأمين : ص ۴۹۶ .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76900
صفحه از 579
پرینت  ارسال به