اللَّهُمَّ بِعِلمِكَ الغَيبَ ، وقُدرَتِكَ عَلَى الخَلقِ ، أحيِني ما عَلِمتَ الحَياةَ خَيراً لي ، وتَوَفَّني إذا عَلِمتَ الوَفاةَ خَيراً لي ، اللَّهُمَّ وأَسأَ لُكَ خَشيَتَكَ ۱ ، وأَسأَ لُكَ كَلِمَةَ الحُكمِ فِي الرِّضا وَالغَضَبِ ، وأَسأَ لُكَ القَصدَ فِي الفَقرِ وَالغِنى ، وأَسأَ لُكَ نَعيماً لا يَبيدُ ، وأَسأَ لُكَ قُرَّةَ عَينٍ لا تَنقَطِعُ ، وأَسأَ لُكَ الرِّضا بَعدَ القَضاءِ ، وأَسأَ لُكَ بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ ، وأَسأَ لُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجهِكَ ، وَالشَّوقَ إلى لِقائِكَ ، في غَيرِ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ ، ولا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنّا بِزينَةِ الإِيمانِ ، وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدينَ . ۲
ب - دُعاءٌ عَلَّمَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام نَوفاً البُكالِيَ
۳۵۷.بحار الأنوار عن نوف البكالي : رَأَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ مُوَلِّياً مُبادِراً ، فَقُلتُ : أينَ تُريدُ يا مَولايَ ؟
فَقالَ : دَعني يا نَوفُ ، إنَّ آمالي تُقَدِّمُني فِي المَحبوبِ . فَقُلتُ : يا مَولايَ وما آمالُكَ ؟
قالَ : قَد عَلِمَهَا المَأمولُ ، وَاستَغنَيتُ عَن تَبيينِها لِغَيرِهِ ، وكَفى بِالعَبدِ أدَباً ألّا يُشرِكَ في نِعَمِهِ وإرَبِهِ ۳ غَيرَ رَبِّهِ ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ إنّي خائِفٌ عَلى نَفسي مِنَ الشَّرَهِ ۴ ، وَالتَّطَلُّعِ إلى طَمَعٍ مِن أطماعِ الدُّنيا .
فَقالَ لي : وأَينَ أنتَ عَن عِصمَةِ الخائِفينَ ، وكَهفِ العارِفينَ ؟ ! فَقُلتُ : دُلَّني عَلَيهِ .
قالَ : اللَّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ؛ تَصِلُ أمَلَكَ بِحُسنِ تَفَضُّلِهِ ، وتُقبِلُ عَلَيهِ بِهَمِّكَ ، وأَعرِض عَنِ النّازِلَةِ في قَلبِكَ ، فَإِن أجَّلَكَ بِها فَأَنَا الضّامِنُ مِن مَورِدِها ، وَانقَطِع إلَى اللَّهِ
1.زاد في المصدر هنا : «يَعني فِي الغَيبِ وَالشَّهادَةِ» ، هذا وفي المصادر الاُخرى : «... خشيتك في الغيب والشهادة» .
2.السنن الكبرى للنسائي : ج ۱ ص ۳۸۸ ح ۱۲۲۸ و ۱۲۲۹ ، مسند ابن حنبل : ج۶ ص۳۶۶ ح۱۸۳۵۳، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۷۰۵ ح ۱۹۲۳ ، الدعاء للطبراني : ص ۲۰۰ ح ۶۲۵ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۱۷۴ ح ۳۶۱۱ .
3.أرِبَ يأربُ : إذا احتاج (النهاية : ج ۱ ص ۳۵ «أرب») .
4.الشّرهُ : أسوأ الحرص (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۰۶ «شره») .