عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
إلهي ! أسأَ لُكَ - مَسأَلَةَ مَن يَعرِفُكَ كُنهَ مَعرِفَتِكَ - مِن كُلِّ خَيرٍ يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَسلُكَهُ ، وأَعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَكَ مِن خَلقِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
إلهي ! أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ الَّذي قَد تَحَيَّرَ في رَجاهُ ، فَلا يَجِدُ مَلجَأً ولا مَسنَداً يَصِلُ بِهِ إلَيكَ ، ولا يَستَدِلُّ بِهِ عَلَيكَ إلّا بِكَ ، وبِأَركانِكَ ومَقاماتِكَ الَّتي لا تَعطيلَ لَها مِنكَ ، فَأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي ظَهَرتَ بِهِ لِخاصَّةِ أولِيائِكَ ، فَوَحَّدوكَ وعَرَفوكَ فَعَبَدوكَ بِحَقيقَتِكَ ، أن تُعَرِّفَني نَفسَكَ ، لِاُقِرَّ لَكَ بِرُبوبِيَّتِكَ عَلى حَقيقَةِ الإِيمانِ بِكَ ، ولا تَجعَلني يا إلهي ! مِمَّن يَعبُدُ الاِسمَ دونَ المَعنى .
وَالحَظني بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِكَ ، تُنَوِّرُ بِها قَلبي بِمَعرِفَتِكَ خاصَّةً ، ومَعرِفَةِ أولِيائِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ۱
ج - المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام
۳۵۸.الإمام زين العابدين عليه السلام- فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ العارِفينَ -:
بِسمِ اللَّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلهي ! قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ ، وعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراكِ كُنهِ ۲ جَمالِكَ ، وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلى سُبُحاتِ وَجهِكَ ، ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلى مَعرِفَتِكَ إلّا بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ .
إلهي ! فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَوَشَّحَت ۳ أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم ، وأَخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم ، فَهُم إلى أوكارِ الأَفكارِ يَأوونَ ، وفي رِياضِ القُربِ