>

309
کنز الدعاء المجلد الاول

إلى‏ ما باعَدَ مِن رِضاكَ ، وَاغتِباطاً بِغُرورِ آمالِنا ، وإعراضاً عَلى‏ زَواجِرِ ۱ آجالِنا ، فَلَم يَردَعنا ذلِكَ حَتّى‏ أتانا وَعدُكَ ، لِيَأخُذَ القُوَّةَ مِنّا ، فَدَعَوناكَ مُستَحِطّينَ لِمَيسورِ رِزقِكَ ، مُنتَقِصينَ لِجَوائِزِكَ ، فَنَعمَلُ بِأَعمالِ الفُجّارِ ، كَالمُراصِدينَ لِمَثوبَتِكَ بِوَسائِلِ الأَبرارِ ، نَتَمَنّى‏ عَلَيكَ العَظائِمَ .
فَإِنّا للَّهِ‏ِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ مِن مُصيبَةٍ عَظُمَت رَزِيَّتُها ، وساءَ ثَوابُها ، وظَلَّ عِقابُها ، وطالَ عَذابُها ، وإن لَم تَتَفَضَّل بِعَفوِكَ رَبَّنا فَتُبسَطَ آمالُنا ، وفي وَعدِكَ العَفوُ عَن زَلَلِنا ، رَجَونا إقالَتَكَ وقَد جاهَرناكَ بِالكَبائِرِ ، وَاستَخفَينا فيها مِن أصاغِرِ خَلقِكَ ، ولا نَحنُ راقَبناكَ خَوفاً مِنكَ وأَنتَ مَعَنا ، ولَا استَحيَينا مِنكَ وأَنتَ تَرانا ، ولا رَعَينا حَقَّ حُرمَتِكَ .
أي رَبِّ ، فَبِأَيِّ وَجهٍ - عَزَّ وَجهُكَ - نَلقاكَ ، أو بِأَيِّ لِسانٍ نُناجيكَ ، وقَد نَقَضنَا العُهودَ بَعدَ تَوكيدِها وجَعَلناكَ عَلَينا كَفيلاً ، ثُمَّ دَعَوناكَ عِندَ البَلِيَّةِ ، ونَحنُ مُقتَحِمونَ فِي الخَطيئَةِ ، فَأَجَبتَ دَعوَتَنا ، وكَشَفتَ كُربَتَنا ، ورَحِمتَ فَقرَنا وفاقَتَنا ؟ ! فَيا سَوأَتاه ويا سوءَ صَنيعاه ، بِأَيِّ حالَةٍ عَلَيكَ اجتَرَأنا ؟ ! وأَيِّ تَغريرٍ بِمُهَجِنا غَرَّرنا ؟ !
أي رَبِّ ، بِأَنفُسِنَا استَخفَفنا عِندَ مَعصِيَتِكَ لا بِعَظَمَتِكَ ، وبِجَهلِنَا اغتَرَرنا لا بِحِلمِكَ ، وحَقَّنا أضَعنا لا كَبيرَ حَقِّكَ ، وأَنفُسَنا ظَلَمنا ، ورَحمَتَكَ رَجَونا ، فَارحَم تَضَرُّعَنا ، وكَبَونا لِوَجهِكَ وُجوهَنَا المُسوَدَّةَ مِن ذُنوبِنا ، فَنَسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تَصِلَ خَوفَنا بِأَمنِكَ ، ووَحشَتَنا بِاُنسِكَ ، ووَحدَتَنا بِصُحبَتِكَ ، وفَناءَنا بِبَقائِكَ ، وذُلَّنا بِعِزِّكَ ، وضَعفَنا بِقُوَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لا ضَيعَةَ عَلى‏ مَن حَفِظتَ ، ولا ضَعفَ عَلى‏ مَن قَوَّيتَ ، ولا وَهنَ عَلى‏ مَن أعَنتَ . نَسأَ لُكَ يا واسِعَ البَرَكاتِ ، ويا قاضِيَ الحاجاتِ ، ويا مُنجِحَ الطَّلِباتِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَن تَرزُقَنا خَوفاً و حُزناً تَشغَلُنا بِهِما عَن لَذّاتِ الدُّنيا وشَهَواتِها ، وما يَعتَرِضُ لَنا فيها عَنِ العَمَلِ بِطاعَتِكَ ، إنَّهُ لا يَنبَغي لِمَن حَمَّلتَهُ

1.الزجرَةُ : الصيحة بشدّة وانتهار ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۶۷ « زجر » ) .


کنز الدعاء المجلد الاول
308

سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ ، عَلَيكَ تَوَكُّلي ، وإلَيكَ يَفِدُ أمَلي ، وبِكَ ثِقَتي ، وعَلَيكَ مُعَوَّلي ، ولا حَولَ لي عَن مَعصِيَتِكَ إلّا بِتَسديدِكَ ، ولا قُوَّةَ لي عَلى‏ طاعَتِكَ إلّا بِتَأييدِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وخَيرَ الغافِرينَ .
وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وعَلى‏ أهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وأَصحابِهِ المُنتَجَبينَ وسَلَّمَ تَسليماً (كَثيراً) ، وحَسُبنَا اللَّهُ وَحدَهُ ، ونِعمَ المُعينُ .
يا خَيرَ مَدعُوٍّ ويا خَيرَ مَسؤولٍ ، ويا أوسَعَ مَن أعطى‏ ، وخَيرَ مُرتَجىً ، اُرزُقني وأَوسِع عَلَيَّ مِن واسِعِ رِزقِكَ رِزقاً واسِعاً مُبارَكاً طَيِّباً حَلالاً لا تُعَذِّبُني عَلَيهِ ، وسَبِّب لي ذلِكَ مِن فَضلِكَ إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ . ۱

د - المُناجاةُ الَّتي تُعرَفُ بِالصُّغرى‏

۳۶۳.بحار الأنوار : مُناجاةٌ لَهُ [الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام‏] اُخرى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ تُعرَفُ بِالصُّغرى‏ :
سُبحانَكَ يا إلهي ما أحلَمَكَ وأَعظَمَكَ ، وأَعَزَّكَ وأَكرَمَكَ ، وأَعلاكَ وأَقدَمَكَ ، وأَحكَمَكَ وأَعلَمَكَ ، وَسِعَ عِلمُكَ تَهَدُّدَ المُتَكَبِّرينَ ، وَاستَغرَقَت نِعمَتُكَ شُكرَ الشّاكِرينَ ، وعَظُمَ فَضلُكَ عَن إحصاءِ المُحصينَ ، وجَلَّ طَولُكَ عَن وَصفِ الواصِفينَ .
خَلَقتَنا بِقُدرَتِكَ ولَم نَكُ شَيئاً ، وصَوَّرتَنا فِي الظَّلماءِ بِكُنهِ ۲ لُطفِكَ ، وأَنهَضتَنا إلى‏ نَسيمِ رَوحِكَ ، وغَذَوتَنا بِطيبِ رِزقِكَ ، ومَكَّنتَ لَنا في مِهادِ أرضِكَ ، ودَعَوتَنا إلى‏ طاعَتِكَ ، فَاستَنجَدنا بِإِحسانِكَ عَلى‏ عِصيانِكَ ، ولَولا حِلمُكَ ما أمهَلتَنا ؛ إذ كُنتَ قَد سَدَلتَنا بِسِترِكَ ، وأَكرَمتَنا بِمَعرِفَتِكَ ، وأَظهَرتَ عَلَينا حُجَّتَكَ ، وأَسبَغتَ عَلَينا نِعمَتَكَ ، وهَدَيتَنا إلى‏ تَوحيدِكَ ، وسَهَّلتَ لَنَا المَسلَكَ إلَى النَّجاةِ ، وحَذَّرتَنا سَبيلَ المَهلَكَةِ ، فَكانَ جَزاؤُكَ مِنّا أن كافَأناكَ عَلَى الإِحسانِ بِالإِساءَةِ ؛ اجتِراءً مِنّا عَلى‏ ما أسخَطَ ، ومُسارَعَةً

1.بحار الأنوار ، ج ۹۴ ص ۱۵۳ ح ۲۲ نقلاً عن كتاب أنيس العابدين من مؤلّفات بعض قدمائنا .

2.كُنهُ الأمر : حَقيقتُهُ (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶ «كنه» ) .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76881
صفحه از 579
پرینت  ارسال به