>

513
کنز الدعاء المجلد الاول

عُسرٍ ويُسرٍ ، يا مَن هُوَ حَسَنُ البَلاءِ عِندي ، يا قَديمَ العَفوِ عَنّي ، إنَّني لا أرجو غَيرَكَ ، ولا أدعو سِواكَ ، إذا لَم تُجِبني . اللَّهُمَّ فَلا تَحرِمني لِقِلَّةِ شُكري ، ولا تُؤيِسني لِكَثرَةِ ذُنوبي ، فَإِنَّكَ أهلُ التَّقوى‏ ، وأَهلُ المَغفِرَةِ .
إلهي ! أنَا مَن قَد عَرَفتَ ، بِئسَ العَبدُ أنَا ، وخَيرُ المولى‏ أنتَ ، فَيا مَخشِيَّ الاِنتِقامِ ، ويا مَرهوبَ البَطشِ ، يا مَعروفاً بِالمَعروفِ ، إنَّني لَستُ أخافُ مِنكَ إلا عَدلَكَ ، ولا أرجُو الفَضلَ وَالعَفوَ إلّا مِن عِندِكَ ، وأَ نَا عَبدُكَ ، ولا عَبدَ لَكَ أحَقُّ بِاستيجابِ جَميعِ العُقوبَةِ بِذُنوبِهِ مِنّي ، ولكِنّي وَسِعَني عَفوُكَ ، وحِلمُكَ ، وأَخَّرتَني إلَى اليَومِ ، فَلَيتَ شِعري ، يا إلهي لِأَزدادَ إثماً أخَّرتَني !! ، أم لِيَتِمَّ لي رَجائي مِنكَ ، ويَتَحَقَّقَ حُسنُ ظَنّي بِكَ ، فَأَمّا بِعَمَلي ، فَقَد أعلَمتُكَ يا إلهي أنَّني مُستَحِقٌّ لِجَميعِ عُقوبَتِكَ بِذُنوبي ، غَيرَ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، وأَنتَ بي أعلَمُ مِن نَفسي ، وعِندَ أرحَمِ الرّاحِمينَ رَجاءُ الرَّحمَةِ .
فَيا أرحَمَ الرّاحِمينَ لا تُشَوِّه خَلقي بِالنّارِ ، ولا تَقطَع عَصَبي بِالنّارِ يا اللَّهُ ، ولا تَفلِق قِحفَ ۱ رَأسي بِالنّارِ يا رَحمنُ ، ولا تُفَرِّق بَين أوصالي بِالنّارِ يا كَريمُ ، ولا تَهشِم عِظامي بِالنّارِ يا عَفُوُّ ، ولا تَصلِ شَيئاً مِن جَسَدي بِالنَّارِ يا رَحمنُ ، عَفوَكَ عَفوَكَ ، ثُمَّ عَفوَكَ عَفوَكَ ، فَإِنَّهُ لا يَقدِرُ عَلى‏ ذلِكَ غَيرُكَ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، يا مُحيطاً بِمَلَكوتِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ومُدَبِّرَ اُمورِهِما ، أوَّلِها وآخِرِها ، أصلِح لي دُنيايَ وآخِرَتي ، وأَصلِح لي نَفسي ومالي وما خَوَّلتَني .
يا اللَّهُ ، خَلِّصني مِنَ الخَطايا ، يا اللَّهُ ، مُنَّ عَلَيَّ بِتَركِ الخَطايا ، يا رَحيمُ ، تَحَنَّن عَلَيَّ بِفَضلِكَ ، يا عَفُوُّ ، تَفَضَّل عَلَيَّ بِفَضلِكَ ، يا حَنّانُ ، جُد عَلَيَّ بِسَعَةِ عافِيَتِكَ ، يا مَنّانُ ، امنُن عَلَيَّ بِالعِتقِ مِنَ النّارِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، أوجِب لِيَ الجَنَّةَ الَّتي حَشوُها رَحمَتُكَ وسُكّانُها مَلائِكَتُكَ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، أكرِمني ولا تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ عَلَيَّ سَبيلاً أبَداً ما أبقَيتَني ، فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ ، وأَنتَ عَلى‏ كُلِّ

1.القحف : العظم الذي فوق الدماغ من الجمجمة (لسان العرب : ج ۹ ص ۲۷۵ «قحف») .


کنز الدعاء المجلد الاول
512

فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصرِفهُ عَنّي ، فَإِنَّكَ غِياثُ المُستَغيثينَ وجارُ المُستَجيرينَ ، ولَجَأُ اللّاجِئينَ ، وأَرحَمُ الرّاحِمينَ . ۱

۶۹۱.مهج الدعوات : دُعاءُ التَّضَرُّعِ وكانَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَدعو بِهِ فِي الشَّدائِدِ ، ويَكشِفُ عَن ذِراعَيهِ ويَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ ويَنتَحِبُ ويُكثِرُ البُكاءَ :
اللَّهُمَّ ، لَولا أن اُلقِيَ بِيَدي ، واُعينَ عَلى‏ نَفسي واُخالِفَ كِتابَكَ ، وقَد قُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)۲(فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)۳ لَمَا انشَرَحَ قَلبي ولِساني لِدُعائِكَ ، وَالطَّلَبِ مِنكَ ، وقَد عَلِمتُ مِن نَفسي ، فيما بَيني وبَينَكَ ما عَرَفتَ ، اللَّهُمَّ مَن أعظَمُ جُرماً مِنّي ، وقَد ساوَرتُ ۴ مَعصِيَتَكَ ، الَّتي زَجَرتَني عَنها بِنَهيِكَ إيّايَ ، وكاثَرتُ العَظيمَ مِنهَا الَّتي أوجَبتَ النّارَ لِمَن عَمِلَها مِن خَلقِكَ ، وكُلَّ ذلِكَ عَلى‏ نَفسي جَنَيتُ ، وإيّاها أوبَقتُ ۵ ، إلهي ! فَتَدارَكني بِرَحمَتِكَ ، الَّتي بِها تَجمَعُ الخَيراتِ لِأَولِيائِكَ ، وبِها تَصرِفُ السَّيِّئاتِ عَن أحِبّائِكَ .
اللَّهُمَّ ، إنّي أسأَ لُكَ التَّوبَةَ النَّصوحَ ، فَاستَجِب دُعائي ، وَارحَم عَبرَتي وأَقِلني عَثرَتي .
اللَّهُمَّ لَولا رَجائي لِعَفوِكَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعاءِ ، ولكِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ حالٍ ، يا إلهي غايَةُ الطّالِبينَ ، ومُنتَهى‏ رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وَاستِعاذَةِ العائِذينَ .
اللَّهُمَّ فَأَنَا أستَعيذُكَ مِن غَضَبِكَ ، وسوءِ سَخَطِكَ ، وعِقابِكَ ونَقِمَتِكَ ، ومِن شَرِّ نَفسي ، وشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وأَستَغفِرُكَ مِن جَميعِ الذُّنوبِ ، وأَسأَ لُكَ الغَنيمَةَ فيما بَقِيَ مِن عُمُري ، بِالعافِيَةِ أبَداً ما أبقَيتَني ، وأَسأَ لُكَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالرَّحمَةَ إذا تَوَفَّيتَني ، فَإِنَّكَ لِذلِكَ لَطيفٌ ، وعَلَيهِ قادِرٌ .
اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ كُلَّ حاجَةٍ ، لا يُجيرُني مِنها إلّا أنتَ ، يا مَن هُوَ عُدَّتي في كُلِّ

1.مصباح المتهجّد : ص ۴۲۳ ح ۵۴۳ ، جمال الاُسبوع : ص ۱۱۲ ، البلد الأمين : ص ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۳۳۰ ح ۴۵ .

2.غافر : ۶۰ .

3.البقرة : ۱۸۶ .

4.المُساوَرةُ : المواثبة والمغالبة (المصباح المنير : ص ۲۹۴ «ساور») .

5.أوبقَ : أي أهلك (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۶ «وبق») .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76956
صفحه از 579
پرینت  ارسال به