فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصرِفهُ عَنّي ، فَإِنَّكَ غِياثُ المُستَغيثينَ وجارُ المُستَجيرينَ ، ولَجَأُ اللّاجِئينَ ، وأَرحَمُ الرّاحِمينَ . ۱
۶۹۱.مهج الدعوات : دُعاءُ التَّضَرُّعِ وكانَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَدعو بِهِ فِي الشَّدائِدِ ، ويَكشِفُ عَن ذِراعَيهِ ويَرفَعُ بِهِ صَوتَهُ ويَنتَحِبُ ويُكثِرُ البُكاءَ :
اللَّهُمَّ ، لَولا أن اُلقِيَ بِيَدي ، واُعينَ عَلى نَفسي واُخالِفَ كِتابَكَ ، وقَد قُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)۲(فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)۳ لَمَا انشَرَحَ قَلبي ولِساني لِدُعائِكَ ، وَالطَّلَبِ مِنكَ ، وقَد عَلِمتُ مِن نَفسي ، فيما بَيني وبَينَكَ ما عَرَفتَ ، اللَّهُمَّ مَن أعظَمُ جُرماً مِنّي ، وقَد ساوَرتُ ۴ مَعصِيَتَكَ ، الَّتي زَجَرتَني عَنها بِنَهيِكَ إيّايَ ، وكاثَرتُ العَظيمَ مِنهَا الَّتي أوجَبتَ النّارَ لِمَن عَمِلَها مِن خَلقِكَ ، وكُلَّ ذلِكَ عَلى نَفسي جَنَيتُ ، وإيّاها أوبَقتُ ۵ ، إلهي ! فَتَدارَكني بِرَحمَتِكَ ، الَّتي بِها تَجمَعُ الخَيراتِ لِأَولِيائِكَ ، وبِها تَصرِفُ السَّيِّئاتِ عَن أحِبّائِكَ .
اللَّهُمَّ ، إنّي أسأَ لُكَ التَّوبَةَ النَّصوحَ ، فَاستَجِب دُعائي ، وَارحَم عَبرَتي وأَقِلني عَثرَتي .
اللَّهُمَّ لَولا رَجائي لِعَفوِكَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعاءِ ، ولكِنَّكَ عَلى كُلِّ حالٍ ، يا إلهي غايَةُ الطّالِبينَ ، ومُنتَهى رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وَاستِعاذَةِ العائِذينَ .
اللَّهُمَّ فَأَنَا أستَعيذُكَ مِن غَضَبِكَ ، وسوءِ سَخَطِكَ ، وعِقابِكَ ونَقِمَتِكَ ، ومِن شَرِّ نَفسي ، وشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وأَستَغفِرُكَ مِن جَميعِ الذُّنوبِ ، وأَسأَ لُكَ الغَنيمَةَ فيما بَقِيَ مِن عُمُري ، بِالعافِيَةِ أبَداً ما أبقَيتَني ، وأَسأَ لُكَ الفَوزَ بِالجَنَّةِ وَالرَّحمَةَ إذا تَوَفَّيتَني ، فَإِنَّكَ لِذلِكَ لَطيفٌ ، وعَلَيهِ قادِرٌ .
اللَّهُمَّ إنّي أشكو إلَيكَ كُلَّ حاجَةٍ ، لا يُجيرُني مِنها إلّا أنتَ ، يا مَن هُوَ عُدَّتي في كُلِّ
1.مصباح المتهجّد : ص ۴۲۳ ح ۵۴۳ ، جمال الاُسبوع : ص ۱۱۲ ، البلد الأمين : ص ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۳۳۰ ح ۴۵ .
2.غافر : ۶۰ .
3.البقرة : ۱۸۶ .
4.المُساوَرةُ : المواثبة والمغالبة (المصباح المنير : ص ۲۹۴ «ساور») .
5.أوبقَ : أي أهلك (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۶ «وبق») .