ودَعا إلَيكَ ، وأَفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَيكَ بِالحَقِّ المُبينِ حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ فِي الآخِرينَ ، وعَلى آلِهِ وأَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وَاخلُفهُ فيهِم بِأَحسَنِ ما خَلَّفتَ بِهِ أحَداً مِنَ المُرسَلينَ بِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ إراداتٌ لا تُعارَضُ دونَ بُلوغِهَا الغاياتُ ، قَدِ انقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجزِ الاِستِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دونَ النِّهاياتِ ، فَأَيَّةُ إرادَةٍ جَعَلتَها إرادَةً لِعَفوِكَ ، وسَبَباً لِنَيلِ فَضلِكَ ، وَاستِنزالاً لِخَيرِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ ، وصِلهَا اللَّهُمَّ بِدَوامٍ ، وَابدَأها بِتَمامٍ ، إنَّكَ واسِعُ الحِباءِ ۱ ، كَريمُ العَطاءِ ، مُجيبُ النِّداءِ ، سَميعُ الدُّعاءِ . ۲
د - دُعاءُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ
۱۳۳.مهج الدعوات عن محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغي عن اليَسع بن حمزة القمّيّ :أخبَرَني عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ وَزيرُ المُعتَصِمِ الخَليفَةِ أنَّهُ جاءَ عَلَيَّ بِالمَكروهِ الفَظيعِ حَتّى تَخَوَّفتُهُ عَلى إراقَةِ دَمي وفَقرِ عَقِبي ، فَكَتَبتُ إلى سَيِّدي أبِي الحَسَنِ العَسكَرِيِّ عليه السلام أشكو إلَيهِ ما حَلَّ بي ، فَكَتَبَ إلَيَّ :
لا رَوعَ عَلَيكَ ولا بَأسَ ، فَادعُ اللَّهَ بِهذِهِ الكَلِماتِ يُخَلِّصكَ اللَّهُ وَشيكاً مِمّا وَقَعتَ فيهِ ويَجعَل لَكَ فَرَجاً ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ يَدعونَ بِها عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ وعِندَ تَخَوُّفِ الفَقرِ وضيقِ الصَّدرِ .
قالَ اليَسَعُ بنُ حَمزَةَ : فَدَعَوتُ اللَّهَ بِالكَلِماتِ الَّتي كَتَبَ إلَيَّ سَيِّدي بِها في صَدرِ النَّهارِ ، فَوَ اللَّهِ ما مَضى شَطرُهُ حَتّى جاءَني رَسولُ عَمرِو بنِ مَسعَدَةَ فَقالَ لي : أجِبِ الوَزيرَ فَنَهَضتُ ۳ ودَخَلتُ عَلَيهِ ، فَلَمّا بَصُرَ بي تَبَسَّمَ إلَيَّ وأَمَرَ بِالحَديدِ فَفُكَّ عَنّي
1.حَبَوتُ الرجُلَ : أعطيتُه بغير عِوَض (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۶ «حبا») .
2.مهج الدعوات : ص ۱۱۹ ، البلد الأمين : ص ۳۷۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۴۰۲ ح ۳۴ .
3.في الطبعة المعتمدة للمصدر : «نهضت» ، والتصويب من بحار الأنوار .