>

87
کنز الدعاء المجلد الاول

وبِالأَغلالِ فَحُلَّت مِنّي ، وأَمَرَني بِخَلعَةٍ مِن فاخِرِ ثِيابِهِ ، وأَتحَفَني بِطيبٍ ، ثُمَّ أدناني وقَرَّبَني وجَعَلَ يُحَدِّثُني ويَعتَذِرُ إلَيَّ ، ورَدَّ عَلَيَّ جَميعَ ما كانَ استَخرَجَهُ مِنّي ، وأَحسَنَ رِفدي ورَدَّني إلَى النّاحِيَةِ الَّتي كُنتُ أتَقَلَّدُها ، وأَضافَ إلَيهَا الكورَةَ الَّتي تَليها .
قالَ : وكانَ الدُّعاءُ :
يا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَكارِهِ ، ويا مَن يُفَلُّ بِذِكرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ ، ويا مَن يُدعى‏ بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضيقِ المَخرَجِ إلى‏ مَحَلِّ الفَرَجِ ، ذَلَّت لِقُدرَتِكَ الصِّعابُ ، وتَسَبَّبَت بِلُطفِكَ الأَسبابُ ، وجَرى‏ بِطاعَتِكَ القَضاءُ ، ومَضَت عَلى‏ ذِكرِكَ الأَشياءُ فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دونَ قَولِكَ مُؤتَمِرَةٌ ، وبِإِرادَتِكَ دونَ وَحيِكَ مُنزَجِرَةٌ ، وأَنتَ المَرجُوُّ لِلمُهِمّاتِ ، وأَنتَ المَفزَعُ لِلمُلِمّاتِ ، لا يَندَفِعُ مِنها إلّا ما دَفَعتَ ، ولا يَنكَشِفُ مِنها إلّا ما كَشَفتَ ، وقَد نَزَلَ بي مِنَ الأَمرِ ما فَدَحَني ثِقلُهُ ، وحَلَّ بي مِنهُ ما بَهَظَني حَملُهُ ، وبِقُدرَتِكَ أورَدتَ عَلَيَّ ذلِكَ ، وبِسُلطانِكَ وَجَّهتَهُ إلَيَّ ، فَلا مُصدِرَ لِما أورَدتَ ، ولا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرتَ ، ولا صارِفَ لِما وَجَّهتَ ، ولا فاتِحَ لِما أغلَقتَ ، ولا مُغلِقَ لِما فَتَحتَ ، ولا ناصِرَ لِمَن خَذَلتَ ، إلّا أنتَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافتَح لي بابَ الفَرَجِ بِطَولِكَ ، وَاصرِف عَنّي سُلطانَ الهَمِّ بِحَولِكَ ، وأَنِلني حُسنَ النَّظَرِ فيما شَكَوتُ ، وَارزُقني حَلاوَةَ الصُّنعِ فيما سَأَلتُكَ ، وهَب لي مِن لَدُنكَ فَرَجاً وَحِيّاً ۱ ، وَاجعَل لي مِن عِندِكَ مَخرَجاً هَنيئاً ، ولا تَشغَلني بِالاِهتِمامِ عَن تَعاهُدِ فَرائِضِكَ ، وَاستِعمالِ سُنَّتِكَ ، فَقَد ضِقتُ بِما نَزَلَ بي ذَرعاً ، وَامتَلَأتُ بِحَملِ ما حَدَثَ عَلَيَّ جَزَعاً ، وأَنتَ القادِرُ عَلى‏ كَشفِ ما بُليتُ بِهِ ، ودَفعِ ما وَقَعتُ فيهِ ، فَافعَل ذلِكَ بي وإِن كُنتُ غَيرَ مُستَوجِبِهِ مِنكَ ، يا ذَا العَرشِ العَظيمِ ، وذَا المَنِّ الكَريمِ ، فَأَنتَ قادِرٌ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . ۲

1.الوَحِيُّ - عَلى‏ فعيل - : السريع (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۸۲ «وحى») .

2.مهج الدعوات : ص ۲۷۱ ، المصباح للكفعمي : ص ۳۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۲۲۹ ح ۲۷ .


کنز الدعاء المجلد الاول
86

ودَعا إلَيكَ ، وأَفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَيكَ بِالحَقِّ المُبينِ حَتّى‏ أتاهُ اليَقينُ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ فِي الآخِرينَ ، وعَلى‏ آلِهِ وأَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وَاخلُفهُ فيهِم بِأَحسَنِ ما خَلَّفتَ بِهِ أحَداً مِنَ المُرسَلينَ بِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللَّهُمَّ لَكَ إراداتٌ لا تُعارَضُ دونَ بُلوغِهَا الغاياتُ ، قَدِ انقَطَعَ مُعارَضَتُها بِعَجزِ الاِستِطاعاتِ عَنِ الرَّدِّ لَها دونَ النِّهاياتِ ، فَأَيَّةُ إرادَةٍ جَعَلتَها إرادَةً لِعَفوِكَ ، وسَبَباً لِنَيلِ فَضلِكَ ، وَاستِنزالاً لِخَيرِكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وأَهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ ، وصِلهَا اللَّهُمَّ بِدَوامٍ ، وَابدَأها بِتَمامٍ ، إنَّكَ واسِعُ الحِباءِ ۱ ، كَريمُ العَطاءِ ، مُجيبُ النِّداءِ ، سَميعُ الدُّعاءِ . ۲

د - دُعاءُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ

۱۳۳.مهج الدعوات عن محمّد بن جعفر بن هشام الأصبغي عن اليَسع بن حمزة القمّيّ :أخبَرَني عَمرُو بنُ مَسعَدَةَ وَزيرُ المُعتَصِمِ الخَليفَةِ أنَّهُ جاءَ عَلَيَّ بِالمَكروهِ الفَظيعِ حَتّى‏ تَخَوَّفتُهُ عَلى‏ إراقَةِ دَمي وفَقرِ عَقِبي ، فَكَتَبتُ إلى‏ سَيِّدي أبِي الحَسَنِ العَسكَرِيِّ عليه السلام أشكو إلَيهِ ما حَلَّ بي ، فَكَتَبَ إلَيَّ :
لا رَوعَ عَلَيكَ ولا بَأسَ ، فَادعُ اللَّهَ بِهذِهِ الكَلِماتِ يُخَلِّصكَ اللَّهُ وَشيكاً مِمّا وَقَعتَ فيهِ ويَجعَل لَكَ فَرَجاً ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ يَدعونَ بِها عِندَ إشرافِ البَلاءِ وظُهورِ الأَعداءِ وعِندَ تَخَوُّفِ الفَقرِ وضيقِ الصَّدرِ .
قالَ اليَسَعُ بنُ حَمزَةَ : فَدَعَوتُ اللَّهَ بِالكَلِماتِ الَّتي كَتَبَ إلَيَّ سَيِّدي بِها في صَدرِ النَّهارِ ، فَوَ اللَّهِ ما مَضى‏ شَطرُهُ حَتّى‏ جاءَني رَسولُ عَمرِو بنِ مَسعَدَةَ فَقالَ لي : أجِبِ الوَزيرَ فَنَهَضتُ ۳ ودَخَلتُ عَلَيهِ ، فَلَمّا بَصُرَ بي تَبَسَّمَ إلَيَّ وأَمَرَ بِالحَديدِ فَفُكَّ عَنّي

1.حَبَوتُ الرجُلَ : أعطيتُه بغير عِوَض (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۶ «حبا») .

2.مهج الدعوات : ص ۱۱۹ ، البلد الأمين : ص ۳۷۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۴۰۲ ح ۳۴ .

3.في الطبعة المعتمدة للمصدر : «نهضت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 76863
صفحه از 579
پرینت  ارسال به