>

91
کنز الدعاء المجلد الاول

إلهي ! كَيفَ أدعوكَ وقَد عَصَيتُكَ ؟ وكَيفَ لا أدعوكَ وقَد عَرَفتُكَ ؟ وحُبُّكَ في قَلبي مَكينٌ ، مَدَدتُ إلَيكَ يَداً بِالذُّنوبِ مَملوءَةً ، وعَيناً بِالرَّجاءِ مَمدودَةً .
إلهي ! أنتَ مالِكُ العَطايا ، وأَ نَا أسيرُ الخَطايا ، ومِن كَرَمِ العُظَماءِ الرِّفقُ بِالاُسَراءِ ، وأَ نَا أسيرٌ بِجُرمي ، مُرتَهَنٌ بِعَمَلي .
إلهي ! ما أضيَقَ الطَّريقَ عَلى‏ مَن لَم تَكُن دَليلَهُ ، وأَوحَشَ المَسلَكَ عَلى‏ مَن لَم تَكُن أنيسَهُ .
إلهي ! لَئِن طالَبتَني بِذُنوبي لَاُطالِبَنَّكَ بِعَفوِكَ ، وإن طالَبتَني بِسَريرَتي لَاُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ ، وإن طالَبتَني بِشَرّي لَاُطالِبَنَّكَ بِخَيرِكَ ، وإن جَمَعتَ بَيني وبَينَ أعدائِكَ فِي النّارِ لَاُخبِرَنَّهُم أنّي كُنتُ لَكَ مُحِبّاً ، وأَنَّني كُنتُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ .
إلهي ! هذا سُروري بِكَ خائِفاً ، فَكَيفَ سُروري بِكَ آمِناً .
إلهِي ! الطّاعَةُ تَسُرُّكَ ، وَالمَعصِيَةُ لا تَضُرُّكَ ، فَهَب لي ما يَسُرُّكَ ، وَاغفِر لي ما لا يَضُرُّكَ ، وتُب عَلَيَّ ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَمني إذَا انقَطَعَ مِنَ الدُّنيا أثَري ، وَامتَحى‏ مِنَ المَخلوقينَ ذِكري ، وصِرتُ مِنَ المَنسِيّينَ كَمَن قَد نُسِيَ .
إلهي ! كَبِرَ سِنّي ، ودَقَّ عَظمي ، ونالَ الدَّهرُ مِنّي ، وَاقتَرَبَ أجَلي ونَفِدَت أيّامي ، وذَهَبَت مَحاسِني ، ومَضَت شَهوَتي ، وبَقِيَت تَبِعَتي ، وبَلِيَ جِسمي ، وتَقَطَّعَت أوصالي ، وتَفَرَّقَت أعضائي ، وبَقيتُ مُرتَهَناً بِعَمَلي .
إلهي ! أفحَمَتني ذُنوبي ، وَانقَطَعَت مَقالَتي ، ولا حُجَّةَ لي .
إلهي ! أنَا المُقِرُّ بِذَنبي ، المُعتَرِفُ بِجُرمي ، الأَسيرُ بِإِساءَتي ، المُرتَهَنُ بِعَمَلي ، المُتَهَوِّرُ في خَطيئَتي ، المُتَحَيِّرُ عَن قَصدِي ، المُنقَطَعُ بي ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَفَضَّل عَلَيَّ ، وتَجاوَز عَنّي .


کنز الدعاء المجلد الاول
90

أعطَيتَني ، ولا أتَّقِيَ إلّا ما وَقَيتَني .
اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ ، أو أضِلَّ في هُداكَ ، أو اُضامَ ۱ في سُلطانِكَ ، أو اُضطَهَدَ وَالأَمرُ لَكَ .
اللَّهُمَّ اجعَل نَفسي أوَّلَ كَريمَةٍ تَنتَزِعُها مِن كَرائِمي ، وأَوَّلَ وَديعَةٍ تَرتَجِعُها مِن وَدائِعِ نِعَمِكَ عِندي .
اللَّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ أن نَذهَبَ عَن قَولِكَ ، أو أن نُفتَتَنَ عَن دينِكَ ، أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَى الَّذي جاءَ مِن عِندِكَ . ۲

۱۴۱.الإمام الصادق عليه السلام : كانَ مِن دُعاءِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام :
اللَّهُمَّ كَتَبتَ الآثارَ ، وعَلِمتَ الأَخبارَ ، وَاطَّلَعتَ عَلَى الأَسرارِ ، فَحُلتَ بَينَنا وبَينَ القُلوبِ ، فَالسِّرُّ عِندَكَ عَلانِيَةٌ ، وَالقُلوبُ إلَيكَ مُفضاةٌ ، وإِنَّما أمرُكَ لِشَي‏ءٍ إذا أرَدتَهُ أن تَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ ، فَقُل بِرَحمَتِكَ لِطاعَتِكَ أن تَدخُلَ في كُلِّ عُضوٍ مِن أعضائي ، ولا تُفارِقَني حَتّى‏ ألقاكَ ، وقُل بِرَحمَتِكَ لِمَعصِيَتِكَ أن تَخرُجَ مِن كُلِّ عُضوٍ مِن أعضائي ، فَلا تَقرَبَني حَتّى‏ ألقاكَ ، وَارزُقني مِنَ الدُّنيا ، وزَهِّدني فيها ، ولا تَزوِها عَنّي ورَغبَتي فيها ، يا رَحمانُ . ۳

ج - دُعاؤُهُ عليه السلام في مَسجِدِ جُعفِيٍ‏

۱۴۲.المزار الكبير عن ميثم : أصحَرَ بي مَولايَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبى طالِبٍ عليه السلام لَيلَةً مِنَ اللَّيالي حَتّى‏ خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ وَانتَهى‏ إلى‏ مَسجِدِ جُعفِيٍّ ، تَوَجَّهَ إلَى القِبلَةِ وصَلّى‏ أربَعَ رَكَعاتٍ ، فَلَمّا سَلَّمَ وسَبَّحَ بَسَطَ كَفَّيهِ وقالَ :

1.الضَّيمُ : الظُّلمُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۹۱ «ضيم») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۲۳۰ ح ۴ وص ۲۲۶ ح ۱ نقلاً عن اختيار ابن الباقي .

3.الكافي : ج ۲ ص ۵۹۰ ح ۳۰ عن يعقوب بن شعيب .

  • نام منبع :
    کنز الدعاء المجلد الاول
تعداد بازدید : 77051
صفحه از 579
پرینت  ارسال به