جملة جميلةً من عمري في إِحياء أَحاديثهم بالنقل والتصحيح للسند و المتن، و البحث في علم دراية الحديث و عن أَحوال الرجال الرواة لها بالجرح و التعديل وما يتبع ذلك. وبذلت في ذلك كلّ الجهد بحيث أديت بذلك ما وجب عَلَيّ، ولايكلّف اللّه نفساً إِلاّ وسعها.
ثم لمّا روينا بالسند المتّصل عن النبيّ صلى الله عليه و آله: «من حفظ على اُمّتي أربعين حديثاً فيما ينفعهم في أَمر دينهم بعث يوم القيامة من العلماء» ^۱ .
وروينا عن جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال: «من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه اللّه يوم القيامة عالماً فقيهاً» ^۲ .
وروينا أيضاً عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «من تعلّم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه و يعلّمهما غيره فينتفع بهما كان خيراً له من عبادة سبعين عاماً» ^۳ .
وروينا عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أَنّه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله: «من حفظ على أُمّتي حديثاً واحداً كان له أَجر سبعين نبيّاً صدّيقاً» ^۴ .
وروينا بالسند المتّصل إِلى أَبي عبداللّه جعفر الصادق عليه السلام أَنّه قال: «اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا» ^۵ .
استخرت اللّه وجمعت من أحاديث أَئمتنّا ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم أَجمعين ـ أَربعين حديثاً و أَتبعت كلّ حديث مسند بأَحاديث مرسلة، تؤكّد معناه وتشهد بمقتضاه. وجعلتها أُنموذجاً ليعلم قدر الباقي بالقياس عليها، فتتشوَّق