الشيئان 1 المتّفقان المختلفان و هما المرجوّان، و نصّ به القران 2 حيث قال تعالى شأنه:
«مَرَجَ البَحْرَين يَلْتَقيان * بَينَهُما بَرزَخٌ لايَبْغِيان * فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبان». 3
ويعلم قولنا من كان من سنخ الانسان وبما قلنا يظهر جواب باقي 4 سؤالاتك، والحمدللّه الرّحمن، و الصّلاة على رسوله المبعوث إلى الإنس و الجانّ، و لعنة اللّه على الشّيطان.
فلمّا سمع رأس الجالوت كلامه عليه السلام بهت و تحيّر و شهق شهقة و قال: «أشْهَدُ أنَّ لا إلهَ إلاَّ اللّه ، وَ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه صلى الله عليه و آله، و اَنَّكَ وَلِيّ اللّه وَ وَصِيّ رَسُولِه وَ مَعْدِنُ عِلْمِه حَقّا حَقّا.»
أقول: رأس الجالوت هو أكبر علماء اليهود، كما أنّ القسيس و الجاثليق و البطريق من رؤساء علماء النصارى. و اليهود من هاد الرجل إذا تاب و رجع قِبَلَ إيمانه، فلهم هذا الاسم لقول موسى عليه السلام : «إنّا هُدْنا إليكَ» آية تخرج أي رجعنا و تضرّعنا.
و اليهود ادّعوا أن الشّريعة لا تكون إلاّ واحدة و هي ابتدأت بموسى عليه السلام و تمت به، فلم تكن قبله شريعة إلا حدود عقليّةٌ و أحكام مصلحيّة، كما لم يكن قبل التوراة كتابٌ و إنّما صحفٌ و مواعظُ، و لايكون بعده شريعة أخرى؛ لأنّ النّسخ في الأحكام بداء و هو ممتنع على اللّه سبحانه.
و قد حكى اللّه تعالى عنهم نفى البداء لقوله عزّوجلّ: «وَ قالَت الْيَهُود يَدُ اللّهِ مَغْلُولَة
1.و هما اللّذان.من، ج.
2.به الرحمن.من، ج.
3.سورة الرحمن، الآيات ۱۱ ـ ۲۰ و ۲۱
4.من، الف: ما في.