شرح حديث رأس الجالوت - صفحه 246

أو من باب المداراة و تمكينه على إظهار جميع ما اختلج في قلبه من الشبهات، حتى كان إصغاؤه عندالجواب أوقعَ في استفادة الحقّ.
أو لأنّه عليه السلام يعلم بالإمامة، أو من حال ذلك اليهوديّ، أنّه يَسأل منه سؤالاً آخر و أراد أن يُجيب عنهما بجواب واحد إظهاراً لِعُلوّ فضله و تعريضاً على افتخاره بعلمه، ليكون أتمّ في إسكاته و إفحامه، و كان كالإعجاز له أو لتوقير الحكمة. كما روي عن مولانا و سيّدنا أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه سئل من مسألة فتراخى في الجواب، و أجاب ۱ بعد التأمّل. فقيل له في ذلك، فقال : توقيراً للحكمة.
قوله : «فلمّا رأى رأس الجالوت سكوته عليه السلام حمله على عيّه و شجّعته نفسه لسؤال آخر».
العيّ : خلاف البيان، و قد عيَّ في منطقه فهو عييّ على فعيل.
و في هذا الكلام أيضاً إشارة إلى أن غَرض اليهوديّ من الاستفهام مجرّد المحاجّة لا استفادة الحقّ.
قوله : «فقال يا رئيس المسلمين، ما الواحد المتكثّر و المتكثّر المتوحّد و الموجَد الموجِد و الجارى المنجمد و النّاقص الزّائد».
تلك استفهامات مبنيّة أيضاً على الإنكار على التمييز ۲ بين الكفر و الايمان باستحقاق الثّواب أو العقاب في الجزاء، كما يشير إليه كلام الإمام عليه السلام في آخر الجواب؛ لقوله عليه السلام : و بما قلنا يظهر جواب باقي ۳ سؤالاتك.
فإنّه ظاهرٌ فى كون مدّعاه في سؤالاته واحداً، و إنّما أوردها ثانياً شبه ألغاز و اُحجّية

1.من، ب : فاجاب.

2.من، ب : التّميز.

3.من، ب: باقي.

صفحه از 254