شرح حديث رأس الجالوت - صفحه 248

الجالوت من المحاجّة ۱ مع الإمام عليه السلام بالاحتجاج على مطلبه الفاسد بالآية الشريفة، فأثبت ۲ عليه عدم طريق له إلى فهم معنى الآية بوجه لطيف و طريق حسن، و هو أنّ فهم الغائب عن محضر الخطاب معنى الخطاب المتوجّه إلى غيره هو بأحد الطّرق الثلاثة.
إمّا بكونه من أهل بيت المخاطب المطّلعين على القرائن المُنفصلة، و الشواهد الحاليّة، و الإشارات الحضوريّة، و التنبيهات الشفاهيّة بنشوئه في زمرتهم، و استحضاره ما لديهم، و استخلافه عنهم، و استئمانه لأسرارهم.
أو باستفادته من لفظ الخطاب بالطرق ۳ المقرّرة في العرف و اللغة.
أو باستعلامه من أحد المتخاطبين بلاواسطة أو بواسطة معتبرة.
و نبّه الإمام عليه السلام على نفي الثلاثة بالنّسبة إليه، فنسبه أوّلاً بابن أبيه و ناداه به تنبيهاً على أنّ أباه غير منتسب إلى من خوطب به، بل فيه إشعارٌ بأنّه غيرمعروف مطلقاً، فضلاً عن تلك النسبة الجليلة، فليس من أهل بيت الوحي و ورثة علم القران حتّى كان مطّلعاً على معانيه و أسرار تنزيله و تأويله.
و أشار جالإمامج عليه السلام ثانياً بقوله : «أيّ شيء تقول» إلى أنّ لفظ الآية ليس نصّاً و لا ظاهراً بمقتضى القوانين الوضعيّة فيما حمله عليه فلايشبه كلامه كلام أهل المحاورة و المجاوبة، و لا هو من سنخ الكلام، بل هو من باب النعيق و الشهيق.
و وجهه أن خلق الإنسان لايدلّ على كونه مخلوقاً على الاضطرار في أفعاله، و تعليم البيان لا يدلّ على تعليم كلّ أحدٍ ما اعتقده من الكفر أو الإيمان، و إلزامه

1.من، ب : المخاصمة.

2.من، ب: فاثبت .

3.من، ب: بالطّريق.

صفحه از 254