والبراهين محمّد أفضل من أرسل وأشرف من سبّل السبل ، وآله مروّجي أحكام الشريعة وزاقي بعلومهم فراخ الشيعة ، صلاةً لا انقطاع لها ولا نهاية لغايتها .
أمّا بعد ، فإنّ المولى الفاضل الجليل والجناب المهذب الأصيل ، سلالة الأطايب والمات بدوحة آل أبي الظاهر الفاخر ذو المكارم والمآثر ، سلالة العلماء الأعيان وذروة الأماجد أهل الفضل والشأن مولانا ميرزا زين العابدين الحائري ـ أصلح اللّه تعالى وبلغه من الفضائل آماله ـ سمع عليّ كتاب من لا يحضره فقيه هذا من فاتحته إلى خاتمته ، ومن بدايته إلى نهايته ، سماعا دل على رقيه مدارج إكمال وصعوده ذوي المعالي والإفضال ، وأفاد خلال المباحثة بالتنبيه على ما غاب عن الخاطر الفاتر ، فأجزت له ـ أدام اللّه تعالى إجلاله ـ رواية ما تضمّنه ، مشترطا عليه ما شرط عليَّ من الاحتياط التام في العمل والرواية .
وكان منتهى سماعه ليوم الثامن والعشرون من شهر ربيع الأول سنة ( 1079 ) تسع وسبعين وألف ، وكتب أقلّ خلق اللّه تعالى وأحوجهم إلى رحمته وعفوه يوم تبلى السرائر وتكشف الضمائر عبده الجاني صالح بن عبد الكريم البحراني ـ عُفي عن والديه وعنه ـ سائلاً منه الدعاء حياةً وموتا حامدا مصلّيا مسلّما مستغفرا .
[ 4 ]
أنهاه ـ أيّده اللّه تعالى وأدام فضله وإفادته ـ المولى الجليل الأعظم الفاضل مولانا زين العابدين من أوّله إلى هنا ، فأجزت له روايته وما صحّ له أنّه من مروياتي ومسموعاتي ومقرواتي ، مشترطا عليه ما شرط عليَّ من الاحتياط .
وكتب أقلّ خلق اللّه تعالى صالح بن عبد الكريم البحراني ـ عُفي عن والديه وعنه ـ وكان ذلك الخامس شهر جمادي الاُولى سنة 1078 حامدا مصلّيا مسلّما على محمّد وآله .