الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - صفحه 369

الحبل ، حيث جعل جملتي الشرب والوضوء صلة للموصول الّذي هو نعت للبئر .
وحيث انجرّ الكلام إلى قول المرتضى رضى الله عنه بعدم نجاسة ما لا تحلّه الحياة من نجس العين ، فأنا أذكر حكاية تنازعني نفسي في ذكرها ، وهي : إنّ سلطان زماننا . خلّد اللّه ملكه ، وأجرى في بحار التأييد فُلكه . ، عرض له يوما وهو في مصيدة خنزير عظيم الجثّة ، طويل السنّ الخارج ، فضربه بالسيف ضربة نصّفه بها [ نصفين ] ، ثمّ أمر بقلع سنّه والإتيان بها إليه ، فوجد مكتوبا عليها لفظ الجلالة بخطّ بيّن مثبت ناتئ ۱ عنها ، فحصل له ولنا ولمن حضر المصيدة من العسكر المنصور نهاية التعجّب ؛ فإنّ ذلك من أغرب الغرائب ! ولمّا أرانيها . أدام اللّه نصره وتأييده . قال لي : كيف يجتمع هذا مع نجاسة الخنزير؟
فعرضت لديه أنّ السيّد المرتضى قائل بطهارة ما لا تحلّه الحياة من نجس العين ، ووجود هذا الخطّ على هذا السنّ ربّما يؤيّد كلامه طاب ثراه ؛ فإنّ السنّ ممّا لا تحلّه الحياة .
وكان بعض الأطبّاء حاضرا في المجلس ۲ الأشرف فقال لي : قد صرّح الشيخ [ الرئيس ] في القانون بأنّ بعض العظام لها حسّ ۳ ، وإنّ السنّ من جملة تلك العظام ، فيكون ممّا تحلّه الحياة ألبتّة .
فقلت له : كلام ابن سينا غير رائج عندنا بعد ما نقله علماؤنا . قدّس اللّه أسرارهم . عن أئمّتنا ۴ عليهم السلاممن أنّ السنّ ممّا لا تحلّه الحياة ، وأنّها كالظفر والشعر والقرن ، فحرّك رأسه ولوى عنقه مشمئزّا ۵ ممّا نقلته ؛ استعظاما لا بن سينا غاية الاستعظام ، فأردت

1.النُّتوء : خروج الشيء من موضعه من غير بينونة ، وهو ناتئ. (المحيط في اللغة ، ج ۹ ، ص ۴۶۶ . نتأ . ).

2.في «ش» : المسجد .

3.في «ش» : حياة .

4.أئمّتهم . خ ل . .

5.كذا استظهرناها ، وفي «ع» و «ش» : مشتمرا ، والاشتمار : المضيّ والنفوذ ، لسان العرب ، ج۴ ، ص۴۲۹ . شمرة . .

صفحه از 430
کلیدواژه