الحاشية علي كتاب من لا يحضره الفقيه - صفحه 315

وقد أطنبنا الكلام في معنى الطهور في مشرق الشمسين ۱ وحواشينا على المختلف فليرجع إليه [من أراده] .
واعلم أنّه قد اعترض بعض الناظرين في هذا الكتاب على مؤلّفه . قدّس اللّه روحه . ب. :
أنّك عنونت ۲ الباب بالمياه وطهرها ، والجمع المحلّى باللام يفيد العموم ، وأوردت الآيات الكريمة للاستشهاد ، ولا دلالة في شيء منها على [أنّ] كلّ ماء طهور ، بل ليس في الآية الثانية إشعار بطهوريّة ۳ شيء من المياه أصلاً .
وأيضا ، فتفريعك على تلك الآيات كون جميع المياه [من السماء] غير مستقيم ؛ إذ النكرة إنّما تفيد العموم في سياق النفي لا الإثبات . وتوجيه التفريع وإن أمكن في الآية الوسطى نظرا إلى ما يومئ إليه التهديد في قوله سبحانه : «وَ إِنَّا عَلَى ذَهَابِم بِهِى لَقَ.دِرُونَ »۴ من أنّه تعالى إن أذهب الماء النازل من السماء لم يبق لنا ماءً ، لكنّه لا يتمشّى ۵ في سابقتها ولاحقتها .
وبالجملة فغفلتك عن ورود هذين الإيرادين عليك في مفتتح كتابك أمر عجيب .
هذا خلاصة كلامهم .
وقال والدي رحمه اللهحال قراءتي عليه هذا الكتاب في توجيه كلام المؤلّف طاب ثراه : إنّه أراد أن يُثبت بمجموع الآيات الثلاث مطلبين : أوّلهما أنّ الماء كلّه طهور ، وثانيهما أنّ الماء كلّه من السماء .
وهذا لا يتوقّف على دلالة كلّ من الآيات الثلاث على كلّ واحد من المطلبين ، بل يكفي دلالة بعضها على أحدهما ، والبعض الآخر على الآخر ، وحيث إنّه . سبحانه

1.سورة المؤمنون ، الآية ۱۸ .

2.مشرق الشمسين ، ص۳۷۱ و ما بعدها .

3.في «ع» : عنونت عنوان .

4.في «ع» : بطهور .

5.في «ش» : لا يتسمّى .

صفحه از 430
کلیدواژه