۱۳.وقال الصادق عليه السلام :«كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة بول قرضوا لحومهم بالمقاريض ، وقد وسّع اللّه عز و جل عليكم بأوسع ما بين السماء والأرض ، وجعل لكم الماء طهورا ، فانظروا كيف تكونون» ۱ .
فإن دخلت حيّةٌ في حبِّ ماء وخرجت منه صبَّ من الماء ثلاث أكفّ ، واستعمل الباقي ، وقليله وكثيره بمنزلة واحدة ۲ . ۳
قال قدّس اللّه سرّه : كان بنو إسرائيل . . . إلى آخره .
[ أقول : ] روى الشيخ [ في التهذيب ۴ ] هذا الحديث في الصحيح عن داوود بن فرقد عنه عليه السلام[ وفي الشرطيّة الواقعة فيه خبرا إشكال مشهور ؛ لأنّ المراد أنّ أحدهم كان إذا أصابه قطرة بول كما هو مفاد الشرطيّة ، وتأويل أحدهم بكلّ واحد منهم لا يدفع الإشكال ، بل يزيده . ويمكن أن يقال : إنّ أحدا وإن اُضيف هنا فهو كالمعرفة بلام العهد الذهني في أنّه كالنكرة ، فلا يبعد أن يعامل معاملتها في إرجاع الجميع إليه ، كما في قوله تعالى : « فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَ.جِزِينَ »۵]
وفي بعض النسخ : بأوسع ممّا بين السماء والأرض ؛ وفي بعضها : بأوسع ما بين السماء والأرض ، بإسقاط لفظة «من» وإضافة لفظة «أوسع» ، والكلام يؤوّل إلى تشبيه [ كلام ] معقول بمحسوس ، وفيه نوع دلالة على عدم موازاة محدّب الأرض لمقعّر
1.تهذيب الأحكام ، ج۱ ، ص۳۵۶ (ح۱۰۶۴) وسائل الشيعة ، ج۱ ، ص۳۵۰ (ح۹۲۸) .
2.أي في عدم التنزّه بعد الصبّ ، أو في أصل الصبّ .
3.روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام ، ج۱ ، ص۲۳۸ (ح۶۹۰) . بإسناده عن هارون بن حمزة الغنوي ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : سألته عن الفأرة والعقرب وأشباه ذلك يقع في الماء فيخرج حيّا هل يشرب من ذلك الماء ويتوضّأ منه؟ قال : يسكب منه ثلاث مرّات ، وقليله وكثيره بمنزلة واحدة ، ثمّ يشرب منه ، ويتوضّأ منه . . . عنه بحار الأنوار ، ج۸۰ ، ص۷۱ .
4.تهذيب الأحكام ، ج۱ ، ص۳۵۶ (ح۱۰۶۴) .
5.سورة الحاقّة ، الآية ۴۷ .