آداب عید فطر - صفحه 104

3 / 7

دُعاءُ النُّدبَةِ بَعدَ الصَّلاةِ

۸۸۸.مصباح الزائر۱: ذَكَرَ بَعضُ أصحابِنا ۲ : قالَ مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أبي قُرَّةَ : نَقَلتُ مِن كِتابِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ سِنانٍ البَزوفَريِّ دُعاءَ النُّدبَةِ ، وَذَكَرَ أ نَّهُ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، ويُستَحَبُّ أن يُدعى بِهِ فِي الأعيادِ الأربَعَةِ وَهُوَ :
الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أولِيائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ ودينِكَ ، إذِ اختَرتَ لَهُم جَزيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ولاَ اضمِحلالَ ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ ( وزُخرُفِها ) ۳ وزِبرِجِها ، فَشَرَطوا لَكَ ذلِكَ وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ ، فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ ، وأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ ورَفَدتَهُم بِعِلمِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ إلَيكَ وَالوَسيلَةَ إلى رِضوانِكَ .
فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها ، وبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ ونَجَّيتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ ، وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَليلاً وسَأَلَكَ لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرَةَ فَأَجَبتَهُ ، وجَعَلتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكليماً ، وجَعَلتَ لَهُ مِن أخيهِ رِدءاً ووَزيراً ، وبَعضٌ أوَلدتَهُ مِن غَيرِ أبٍ ، وآتَيتَهُ البَيِّناتِ وأيَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ .
وكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَريعَةً ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً ۴ وتَخَيَّرتَ لَهُ أوصِياءَ ۵ ، مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ ، مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدينِكَ ، وحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، ولِئَلاّ يَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ ، ويَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ ، ولا يَقولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسولاً مُنذِراً وأقَمتَ لَنا عَلَماً هادِياً ، فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزى .
إلى أنِ انتَهَيتَ بِالأَمرِ إلى حَبيبِكَ ونَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ ، وأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ ، قَدَّمتَهُ عَلى أنبِيائِكَ وبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ ، وأوطَأتَهُ مَشارِقَكَ ومَغارِبَكَ وسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ وعَرَجتَ بِروحِهِ إلى سَمائِكَ ، وأودَعتَهُ عِلمَ ما كانَ وما يَكونُ إلَى انقِضاءِ خَلقِكَ .
ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ وحَفَفتَهُ بِجَبرَئِيلَ وميكائِيلَ وَالمُسَوِّمينَ مِن مَلائِكَتِكَ ، ووَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، وذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدقٍ مِن أهلِهِ ، وجَعَلتَ لَهُ ولَهُم أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلعالَمينَ فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا ، وقُلتَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » .۶
ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ ، فَقُلتَ : «قُل لاَّ أَسْـ?لُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»۷ ، وقُلتَ : «مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»۸ ، وقُلتَ : «مَآ أَسْـ?لُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِى سَبِيلاً »۹ ، وكانوا هُمُ السَّبيلَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ .
فَلَمَّا انقَضَت أيّامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما وآلِهِما هادِياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرُ ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ ، فَقالَ وَالمَلَأُ أمامَهُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ» .
وقالَ : «مَن كُنتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أميرُهُ» .
وقالَ : «أنَا وعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وسائِرُ النّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى» .
وأحَلَّهُ مَحَلَّ هارونَ مِن موسى ، فَقالَ لَهُ : «أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلاّ أ نَّهُ لانَبِيَّ بَعدي» .
وزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمينَ . وأحَلَّ لَهُ مِن مَسجدِهِ ما حَلَّ لَهُ ، وسَدَّ الأَبوابَ إلاّ بابَهُ ، ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وحِكمَتَهُ ، فَقالَ : «أنَا مَدينَةُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها فَمَن أرادَ المَدينَةَ وَالحِكمَةَ فَليَأتِها مِن بابِها» .
ثُمَّ قالَ : «أنتَ أخي ووَصِيِّي ووارِثي ، لَحمُكَ مِن لَحمي ، ودَمُكَ مِن دَمي ، وسِلمُكَ سِلمي ، وحَربُكَ حَربي ، وَالإِيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ ودَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحمي ودَمي ، وأنتَ غَداً عَلَى الحَوضِ خَليفَتي ، وأنتَ تَقضي دَيني وتُنجِزُ عِداتي ، وشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نورٍ مُبيَضَّةً وُجوهُهُم حَولي فِي الجَنَّةِ ، وهُم جيراني ، ولَو لا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنونَ بَعدي» .
وكانَ بَعدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ ونوراً مِنَ العَمى وحَبلَ اللّهِ المَتينَ وصِراطَهُ المُستَقيمَ . لا يُسبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ ولا بِسابِقَةٍ في دينٍ ، ولا يُلحَقُ في مَنقَبَةٍ ، يَحذو حَذوَ الرَّسولِ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما ـ ، ويُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ ، ولا تَأخُذُهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ .
قَد وَتَرَ فيهِ صَناديدَ العَرَبِ ، وقَتَلَ أبطالَهُم وناهَشَ ذُؤبانَهُم ، وأودَعَ قُلوبَهُم أحقاداً بَدرِيَّةً وخَيبَرِيَّةً وحُنَينِيَّةً وغَيرَهُنَّ . فَأَضَبَّت عَلى عَداوَتِهِ وأكَبَّت عَلى مُنابَذَتِهِ ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ .
ولَمّا قَضى نَحبَهُ وقَتَلَهُ أشقَى الآخِرينَ يَتبَعُ أشقَى الأَوَّلينَ ، لَم يُمتَثَل أمرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الهادينَ بَعدَ الهادينَ ، وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلدِهِ ، إلاَّ القَليلَ مِمَّن وَفى لِرِعايَتِهِ فيهِم .
فَقُتِلَ مَن قُتِلَ ، وسُبِيَ مَن سُبِيَ ، واُقصِيَ مَن اُقصِيَ ، وجَرَى القَضاءُ لَهُم بِما يُرجى لَهُ حُسنُ المَثوبَةِ ، وكانَتِ الأَرضُ للّهِِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ ، وسُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً ، ولَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ .
فَعَلى الأَطايِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما ـ فَليَبكِ الباكونَ ، وإيّاهُم فَليَندُبِ النّادِبونَ ، ولِمِثلِهِم فَلتُذرَفِ الدُّموعُ ، وَليَصرُخِ الصّارِخونَ [ ويَضِجَّ الضّاجّونَ] ۱۰ ويَعِجَّ العاجّونَ .
أينَ الحَسَنُ ؟ أينَ الحُسَينُ؟ أينَ أبناءُ الحُسَينِ؟ صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ ، أيَن السَّبيلُ بَعدَ السَّبيلِ؟ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ؟ أينَ الشُّموسُ الطّالِعَةُ ؟ أينَ الأَقمارُ المُنيرَةُ ؟ أينَ الأَنجُمُ الزّاهِرَةُ ؟ أينَ أعلامُ الدّينِ وقَواعِدُ العِلمِ ؟
أينَ بَقِيَّةُ اللّهِ الَّتي لاتَخلو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ ؟ أينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ؟ أينَ المُنتَظَرُ لاِءِقامَةِ الأَمتِ وَالعِوَجِ؟ أينَ المُرتجى لاِءزالَةِ الجَورِ وَالعُدوانِ؟ أينَ المُدَّخَرُ لِتَجديدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟ أينَ المُتَخَيَّرُ لاِءِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّريعَةِ؟ أينَ المُؤَمَّلُ لاِءحياءِ الكِتابِ وحُدودِهِ؟ أينَ مُحيي مَعالِمِ الدّينِ وأهلِهِ؟ أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدينَ؟ أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِّركِ وَالنِّفاقِ؟ أينَ مُبيدُ أهلِ الفُسوقِ وَالعِصيانِ وَالطُّغيانِ؟ أينَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ؟ أينَ طامِسُ آثارِ الزَّيغِ وَالأَهواءِ؟ أينَ قاطِعُ حَبائِلِ الكِذبِ وَالاِفتِراءِ؟ أينَ مُبيدُ أهلِ العِنادِ وَالمَرَدَةِ؟ أينَ مُستَأصِلُ أهلِ العِنادِ وَالتَّضليلِ وَالإِلحادِ؟ أينَ مُعِزُّ الأَولِياءِ ومُذِلُّ الأَعداءِ؟ أينَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلَى التَّقوى؟
أينَ بابُ اللّهِ الَّذي مِنهُ يُؤتى؟ أيَن وَجهُ اللّهِ الَّذي بِهِ يَتَوَجَّهُ إلَيهِ الأَولِياءُ؟ أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأَرضِ وَالسَّماءِ؟ أينَ صاحِبُ يَومِ الفَتحِ وناشِرُ رايَةِ الهُدى؟ أينَ مُؤَلِّفُ شَملِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟
أينَ الطّالِبُ بِذُحولِ الأَنبِياءِ؟ أينَ المُطالِبُ بِدَمِ المَقتولِ بِكَربَلاءَ؟ أينَ المَنصورُ عَلى مَنِ اعتَدى عَلَيهِ وَافتَرى؟أينَ المُضطَرُّ الَّذي يُجابُ إذا دَعا؟
أينَ صَدرُ الخَلائِفِ ذُو البِرِّ وَالتَّقوى؟ أينَ ابنُ النَبِيِّ المُصطَفى ، وابنُ عَلِيٍّ المُرتضى ، وَابنُ خَديجَةَ الغَرّاءِ ، وَابنُ فاطِمَةَ الكُبرى؟
بِأَبي أنتَ واُمّي ونَفسي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمى ، يَابنَ السّادَةِ المُقَرَّبينَ ، يَابنَ النُّجَباءِ الأَكرَمينَ ، يَابنَ الهُداةِ المَهدِيّينِ ، يَابنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبينَ ۱۱ ، يَابنَ الغَطارِفَةِ الأَنجَبينَ ، يَابنَ الأَطايِبِ المُطَهَّرينَ ، يَابنَ الخَضارِمَةِ المُنتَجَبينَ ، يَابنَ القَماقِمَةِ الأَكبَرينَ ، يَابنَ البُدورِ المُنيرَةِ ، يَابنَ السُّرُجِ المُضيئَةِ ، يَابنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ ، يَابنَ الأَنجُمِ الزّاهِرَةِ ، يَابنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ ، يَابنَ الأَعلامِ اللاّئِحَةِ ، يَابنَ العُلومِ الكامِلَةِ ، يَابنَ الدَّلائِلِ المَشهودَةِ ، يَابنَ السُّنَنِ المَشهورَةِ ، يَابنَ المَعالِمِ المَأثورَةِ ، يَابنَ المُعجِزاتِ المَوجودَةِ ، يَابنِ الصِّراطِ المُستَقيمِ ، يَابنَ النَّبَأِ العَظيمِ ، يَابنَ مَن هُوَ في اُمِّ الكِتابِ لَدَى اللّهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ ، يَابنَ الآياتِ والبَيِّناتِ ، يَابنِ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ ، يَابنَ البَراهينِ الباهِراتِ ، يَابنَ الحُجَجِ البالِغاتِ ، [ يَابنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ] ۱۲ يَابنَ طه وَالمُحكَماتِ ، يَابنَ يس وَالذّارِياتِ ، يَابنَ الطّورِ وَالعادِياتِ ، يَابنَ مَن دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوسَينِ أو أدنى دُنُوّاً وَاقتِراباً مِنَ العَلِيَّ الأَعلى .
لَيتَ شِعري أينَ استَقَرَّت بِكَ النَّوى بَل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى؟ أبِرَضوى أو غَيرِها أم ذي طُوى؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ ولا تُرى ، ولا أسمَعَ لَكَ حَسيساً ولا نَجوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن تُحيطَ بِكَ دونِيَ البَلوى ، ولا يَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ ولا شَكوى .
بِنَفسي أنتَ مِن مُغَيَّبٍ لَم يَخلُ مِنّا ، بِنَفسي أنتَ مِن نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا ، بِنَفسي أنتَ اُمنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى مِن مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا ، بِنَفسي أنتَ مَن عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى ، بِنَفسي أنتَ مِن أثيلِ مَجدٍ لا يُجازى ، بِنَفسي أنتَ مِن تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى ، بِنَفسي أنتَ مِن نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى .
إلى مَتى أحارُ فيكَ يا مَولايَ وإلى مَتى؟ وأيُّ خِطابٍ أصِفُ فيكَ وأيُّ نَجوى؟ عَزيزٌ عَلَيَّ أن اُجابَ دونَكَ واُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن أبكِيَكَ ويَخذُلَكَ الوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ أن يَجرِيَ عَلَيكَ دونَهُم ما جَرى .
هَل مِن مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ العَويلَ وَالبُكاءَ؟ هَل مِن جَزوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إذا خَلا؟ هَل قَذِيَت عَينٌ فَساعَدَتها عَيني عَلَى القَذى؟ هَل إلَيكَ يَابنَ أحمَدَ سَبيلٌ فَتُلقى؟ هَل يَتَّصِلُ يَومُنا بِغَدِهِ فَنَحظى؟ مَتى نَرِدُ مِناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَروى؟ مَتى نَنتَفِعُ ۱۳ مِن عَذبِ مائِكَ فَقَد طالَ الصَّدى؟ مَتى نُغاديكَ ونُراوِحُكَ فَنُقِرُّ عَيناً؟ مَتى تَرانا ونَراكَ وقَد نَشَرتَ لِواءَ النَّصرِ تُرى؟ أتَرانا نَحُفُّ بِكَ وأنتَ تَؤُمُّ المَلَأَ؟ وقَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً وأذَقتَ أعداءَكَ هَواناً وعِقاباً ، وأبَرتَ العُتاةَ وجَحَدَةَ الحَقِّ ، وَقَطَعتَ دابِرَ المُتَكَبِّرينَ ، وَاجتَثَثتَ اُصولَ الظّالِمينَ ، ونَحنُ نَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ .
اللّهُمَّ أنتَ كَشّافُ الكُرَبِ وَالبَلوى ، وإلَيكَ أستَعدي فَعِندَكَ العُدوى ، وأنتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالدُّنيا ، فَأَغِث يا غِياثَ المُستَغيثينَ عُبَيدَك المُبتَلى ، وأرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ القُوى ، وأزِل عَنهُ بِهِ الأَسى وَالجَوى ، وبَرِّد غَليلَهُ يا مَن عَلَى العَرشِ استَوى ، ومَن إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى .
اللّهُمَّ ونَحنُ عَبيدُكَ التّائِقونَ إلى وَلِيِّكَ المُذَكِّرِ بِكَ وبِنَبِيِّكَ ، خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً ومَلاذاً ، وأقَمتَهُ لَنا قِواماً ومَعاذاً ، وجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ مِنّا إماماً ، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وسَلاماً ، وزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً ، وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً ومُقاماً ، وأتمِم نِعمَتَكَ بِتَقديمِكَ إيّاهُ أمامَنا حَتّى تورِدَنا جِنانَكَ ، ومُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وصَلِّ عَلى جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسولِكَ السَّيِّدِ الأَكبَرِ ، وعَلى أبيهِ السَّيِّدِ الأَصغَرِ ۱۴ ، وجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ وعَلى مَنِ اصطَفَيتَهُ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ ، وعَلَيهِ أفضَلَ وأكمَلَ وأتَمَّ وأدوَمَ وأكبَرَ وأوفَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفِيائِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها .
اللّهُمَّ وأقِم بِهِ الحَقَّ ، وأدحِض بِهِ الباطِلَ ، وأدِل بِهِ أولِياءَكَ ، وأذلِل بِهِ أعداءَكَ ، وصِلِ اللّهُمَّ بَينَنا وبَينَهُ وُصلَةً تُؤَدّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَأخُذُ بِحُجزَتِهِم ويَمكُثُ في ظِلِّهِم ، وأعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقوقِهِ إلَيهِ وَالاِجتِهادِ في طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعصِيَتِهِ .
وَامنُن عَلَينا بِرِضاهُ ، وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ ودُعاءَهُ وخَيرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِن رَحمَتِكَ وفَوزاً مِن عِندِكَ ، وَاجعَل صَلاتَنا بِهِ مَقبولَةً وذُنوبَنا بِهِ مَغفورَةً ودُعاءَنا بِهِ مُستَجاباً ، وَاجعَل أرزاقَنا بِهِ مَبسوطَةً وهُمومَنا بِهِ مَكفِيَّةً وحَوائِجَنا بِهِ مَقضِيَّةً ، وَاقبَل تَقَرُّبَنا إلَيكَ ، وَانظُر إلَينا نَظرَةً رَحيمَةً نَستَكمِلُ بِهَا الكَرامَةَ عِندَكَ ، ثُمَّ لا تَصرِفها عَنّا بِجودِكَ ، وَاسقِنا مِن حَوضِ جَدِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ بِكَأسِهِ وبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَأَ بَعدَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۱۵

1.وقال في الإقبال : «دعاء آخر بعد صلاة العيد ويدعى به في الأعياد الأربعة» .

2.هو الشيخ أبوعبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي ، ذكره في كتابه «المزار الكبير» .

3.مابين القوسين أثبتناه من بحار الأنوار .

4.في نسخة : «منهاجه» .

5.في نسخة : «أوصياءه» .

6.الأحزاب : ۳۳ .

7.الشورى : ۲۳ .

8.سبأ : ۴۷ .

9.الفرقان : ۵۷ .

10.ما بين المعقوفين أثبتناه من بعض النسخ .

11.في المصدر : «المهديّين» ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى .

12.مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

13.في بعض نسخ المصدر : «ننتقع» وهو الأنسب . قال ابن منظور : نقع من الماء : رَوِيَ (لسان العرب : ۸ / ۳۶۱)

14.وزاد في الإقبال : «وحامل اللواء في المحشر ، وساقي أولياءه من نهر الكوثر ، والأمير على سائر البشر ، الّذي من آمن به فقد ظفر ، ومن لم يؤمن به فقد خطر وكفر ، صلّى اللّه عليه وعلى أخيه وعلى نجلهما الميامين الغرر ، ما طلعت شمس وما أضاء قمر وعلى جدّته ...» .

15.مصباح الزائر : ۴۴۶ ، الإقبال : ۱ / ۵۰۴ ، المزار الكبير : ۵۷۳ / ۲ ، بحارالأنوار : ۱۰۲ / ۱۰۴ .

صفحه از 105