إجازات ميرزا مهدي بن ابوالقاسم شهرستاني - صفحه 538

فأجزت له ـ أدام اللّه وجوده ، وأفاض عليه برّه وجوده ـ أن يروي عنّي ماصحت روايته من مقروء و مسموع ، وما جازت لي إجازته من معقول ومشروع ، لا سيّما كتب الأخبار ، خصوصا الأربعة السائرة في الاشتهار كمسير الشمس في دائرة نصف النهار ، وهي الكافي الشريف والفقيه والتهذيب والاستبصار وجملة ما صنفه علمائنا الأعلام ـ أعلى اللّه درجاتهم في دار السلام ـ في جميع العلوم من الفقه والأصول والتفسير والحكمة واللغة وغيرها ممّا هو معلوم ، لما كانت طرقنا إليها كثيرة اكتفينا بالميسور ؛ لقولهم : « الميسور لا يسقط بالمعسور » .
وهو ما أخبرنا به شيخنا العلامة وأستاذنا الفهّامة ، جامع المعقول والمنقول ، ومستنبط الفروع من الأصول ، فريد دهره ووحيد عصره الشيخ يوسف ابن الشيخ أحمد البحراني ـ رحمة اللّه عليه ـ عن شيخه وأستاذه الشيخ حسين الماحوزي ـ طاب ثراه ـ عن شيخه العلامة الشيخ سليمان ابن المرحوم الشيخ عبد اللّه الماحوزي ، عن شيخه عمدة المحققين وزبدة المدققين الشيخ سليمان بن علي الماحوزي البحراني ، عن شيخه المحدّث الرباني الشيخ الأجل علي بن سليمان البحراني ، عن شيخه بل شيخ الكل في الكل خاتمة المحدّثين ، زبدة المدققين ورئيس المحققين الشيخ بهاء الدين العاملي ـ أسكنه اللّه في الجنان ـ بطريقه الشريف الذي ذكر في كتابه المشهور بالأربعين ، عن أبيه ـ رحمه اللّه تعالى ـ عن مشايخه ، بإسنادهم واتصالهم إلى أرباب العصمة ـ صلوات اللّه تعالى عليهم أجمعين ـ واشترط عليه ـ أدام اللّه توفيقه ـ ما اشترط على مشايخي ـ طاب ثراهم ـ بالتمسك بذيل الاحتياط والتقوى في العلم والعمل ؛ فإنه أهل لذلك .
كتبه أحوج المربوبين إلى رحمة ربّه الغني مهدي بن أبي القاسم الموسوي الشهير بالشهرستاني أصلاً ، والأصفهاني مولدا ، والكربلائي مسكنا بل مدفنا ، إن شاء اللّه تعالى ، كان ذلك في سنة 1215 .

صفحه از 549