الكفاية في علم الدرايه - صفحه 336

فقال : جمعَ كلَّ شيء إلاّ الصدق . ۱
حكي عن ابن حيّان عن أبي المهديّ قال : قلت لميسرة بن عبد ربّه : من أين جئت بهذه الأحاديث : من قرأ كذا فله كذا؟! قال : وضعتها اُرغّب الناس فيها ۲ .
وروي عن المزمّل بن إسماعيل، قال : حدّثني شيخ بفضائل سور القرآن سورةً سورةً فقلت : مَن حدّثك؟ فقال : «حدّثني رجلٌ بالمدائن وهو حيٌّ» فصرتُ إليه فقلت : من حدّثك؟ قال : «حدّثني شيخ بواسط وهو حيّ» فصرت إليه فقلت : من حدّثك؟ فقال : «حدّثني شيخ بالبصرة» فصرت إليه فقال : «حدّثني شيخ بعبّادان» فصرت إليه ، فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً ، فإذا فيه قومٌ من المتصوّفة ، ومعهم شيخ فقال : «هذا الشيخ حدّثني» فقلت : يا شيخ ، من حدّثك؟ فقال : ما حدّثني أحدٌ ، رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذه الأحاديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن ۳ .
ثانيها : أن يشتهر بالوضع ويوصف به كأبي البختري وهب بن وهب بن كثير بن عبداللّه الأسدي المضروب به المثل في الكذب وغياث بن إبراهيم . قال ابن خلّكان في الوفيات عند ترجمة وهب ما لفظه : «وكان متروك الحديث مشهوراً بوضعه»، ثمّ حكى عن ابن قبة أنّه حكم بضعف حديثه في كتاب المعارف ۴ ثمّ قال : قال الخطيب في تاريخه : قال إبراهيم الحربي : قيل لأحمد بن حنبل : تعلم أحداً روى : لا سبق إلاّ في خفٍّ أو حافر أو جناح؟ فقال : ما روى هذا [ذاك] إلا
ّ

1.الدراية ، ص ۵۷؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۲۷۹.

2.يوجد في الدراية مكان «حكي» «روى» ، ص ۵۷ .

3.الدراية : ص ۵۷؛ الموضوعات ، ج ۱ ، ص ۲۴۱؛ علوم الحديث، لابن الصلاح ، ص ۹۱ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱ ، ص ۷۹ .

4.ما نقل في كتب التراجم كتاب بهذا العنوان لابن قبة ، ويحتمل أن يكون هذا كتاب الإنصاف أو الإمامة ، وهذا معروف منه ، واسمه محمّد بن عبد الرحمن بن قبة ، الكنى والألقاب ، للشيخ عبّاس القمي ، ص ۳۷۰ .

صفحه از 400