الكفاية في علم الدرايه - صفحه 338

الصادرة عن الأئمة عليهم السلامبحيث ينكره العقل السليم عن شوائب العصبية ، ولا يذهب عليك أنّ هذا القول إنكار ۱ لما يصدر منهم من الكرامات ؛ فإنّه أمر لا ينكر ، وكيف، قد قطع مِن طريق السمع بصدور خوارق العادات منهم، ولايستنكره العقل .
[2] ومنهم من وضع الحديث لتضييع أمر الأئمّة ، وهم طوائف :
فمنهم من وضع الطلسمات والأشكال على لسانهم عليهم السلام .
ومنهم من نسب إليهم التفؤّلات، ووضعها من عنده .
ومنهم من وضع الأدعية والأذكار ونسَبها إليهم؛ ليظهر كذبها فيشبه أمرهم ۲ على بعضٍ، ويرجعَ آخر عن الحقّ، ولا يرغبَ غيرهما فيه ۳ .
[3] ومنهم من وضعها بغضا لهم ، أو جحداً لفضائلهم ، أو مجازاةً لما قطع من طرقهم ، وتشريكاً لغيرهم من أئمّة الضلال بما اختصّوا به ، كما وضعوا لأبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطّاب الجليفين فضائل أرادوا تشريكهم مع أمير المؤمنين ، مع أنّهما من .. . عندي وعند نظّار الاُمّة ، ومن أراد الاطّلاع على حالهما فليلاحظ ما أثبته العلماء من مثالبهم المذكورة في كتب العامّة والخاصّة . والعجب من فحولهم وفضلائهم كيف يعتقدون .. . وقد اعترف عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بالأخبار الموضوعة في حق الثلاثة ۴ ، وقد صنّف من علمائهم حسن بن محمد ۵ كتاب الدرّ الملتقط في تبيين الغلط، وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما في هذا الباب ۶ .

1.كذا في النسختين ، والأصح «ليس بإنكار» .

2.م: «كذبهم» بدل «أمرهم».

3.م: «فيهم» بدل «فيه».

4.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج۱۱، ص۴۱-۵۰، ذيل الخطبة ۲۰۱.

5.هو الإمام حسن بن محمد الصغاني، كشف الظنون، ج۱، ص۷۳۳.

6.الأنوار النعمانية للسيد نعمة اللّه الجزائري، ج۱، ص۹۷.

صفحه از 400