الكفاية في علم الدرايه - صفحه 344

لفخر الدين يدلّ على أنّ والده العلاّمة وَضَعَ كتاب القواعد إجابة لالتماسه ، ما لفظه :
وقد يستبعد اشتغالُه قبل تصنيف هذا الكتاب في المعقول والمنقول والتماسُ تصنيف كتابٍ صفته كذا وكذا ؛ لأنّه وُلِد سنة اثنتين وثمانين وستّمئة ، وقد عدّ المصنِّف الكتابَ في مصنّفاته في الخلاصة ، وذكر تاريخ عدّه لها وأنّه سنة ثلاث وتسعين وستمئة ، وفي بعض النسخ سنة اثنتين وتسعين ، فكان له من العمر عند إتمام الكتاب إحدى عشرة أو عشر أو أقلّ فضلاً عمّا قبله ، ولكنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء ، وقد فرغتُ من تحصيل العلوم معقولها ومنقولها ولم أكمل ثلاث عشر سنة ، وشرعت في التصنيف ولم أكمل إحدى عشرة ، وصنّفت منية الحريص على فهم شرح التلخيص ولم أكمل خمس عشرة سنة ، وقد كنت عملت قبله من كتبي ما ينيف على عشرة من متونٍ وشروح وحواشي ، كالتلخيص في البلاغة وتوابعها ، والزبدة في أصول الدين ، والحرز البديعة في أصول الشريعة وشروحها ، والكاشف ، وحواشي شرح العقائد النسفية . وكُنت اُلقي من الدروس ـ وأنا ابن ثمان سنين ـ شرحَي التلخيص للتفتازاني: مختصره ومطوّله ۱ .
وقال الشيخ المحقّق الفريد الشيخ أسد اللّه التستري في المقابيس في ترجمة الفاضل المشار إليه بعد كلامٍ طويل يساوق كلامه في الديباجة ما لفظه :
وقد اتّفق لي من مبادي الحال جملةٌ ممّا يقرب ممّا اتّفق[له] ۲ من الأحوال ، لكنّه عاقني عن بلوغ المرام صوارف الزمان وحوادث الدهر الخوّان ، وقلّ ما فارقني إلى هذا الأوان ، واللّه المستعان ، وإليه المشتكى ، وعليه التكلان » انتهى . ۳ وبالجملة مراتب البشر متشتّتة ، ومقاماتهم مختلفة ؛ لايجوز تحديد الكلّ بحدٍّ ولا الإسلام ، فلو تحمّل كافراً أو مخالفاً ثمّ أسلم أو استبصر وجمع الشرائط فإنّه يقبل منه ، وقد كانت جماعةٌ هذه حالهم كجبير بن مطعم ؛ فإنّه سمع النبيّ صلى الله عليه و آله يقرأ في المغرب بالطور ، وكان قد جيء به في اُسارى بدر ، فتحمّل

1.كشف اللثام ، ج ۱ ، ص ۶ .

2.الإضافة منا للضرورة .

3.المقابيس ، للشيخ أسد اللّه التستري ، ص ۱۸ .

صفحه از 400