الكفاية في علم الدرايه - صفحه 386

والشيخ الطوسي ؛ فإنّهما قرينان في طلب العلم والقراءة على المفيد ، وأبو جعفر يروي عن السيّد ، ولاينافي ذلك تلمذّ الشيخ رحمه الله على السيّد ؛ لأنّ العنوان موجود بالنظر إليهما وإن كان إخبار الشيخ عنه خارجاً من العنوان من جهة أخرى ، وكذلك الحال بالنسبة إلى علم الهدى والرضي ـ قُدّس سرّهماـ إن كانت بينهما رواية ، وحينئذٍ فإن كان كلّ منهما يروي الحديث عن الآخر فيُسمّى «المدبج» ـ بالميم المضمومة والدال المهمله والباء المنقطّة تحتها نقطة واحدة والجيم ـ مأخوذٌ من الديباجة ؛ كأنّ كلّ منهما يبذل ديباجة وجهه للآخر .
ومِن هنا عُلم أنّ بين رواية الأقران والمدبج عموم وخصوص مطلق ؛ إذ كلّ مدبج أقران ، ولا عكس . هذا كلّه في الاستواء ، وأمّا عدم الاستواء فإن كان الراوي أسنّ من المرويّ عنه كرواية مشايخ الإمامية المعاصرين للصدوق عنه فيسمّى برواية الأكابر عن الأصاغر ، وربما يلاحظ الكبر والصغر بالنسبة إلى الشرف والضعة ، ويدرج رواية الشريف عن الوضيع في رواية الأكابر عن الأصاغر ، كرواية العبادلة [وغيرهم] عن كعب الأحبار ، وروى ثاني الشهيدين أنّ السيّد تاج الدين ابن معيّة الحسيني الديباجي أجاز للشيخ الشهيد قدس سره [رواية] مروياته ، وكان معدوداً من مشيخته ، واستجاز في آخر إجازاته منه ۱ .
ومن هذا الباب رواية الآباء عن الأبناء ، كرواية عبّاس بن عبد المطّلب عن ابنه الفضل ، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله جمع بين الصلاتين بالمزدلفة ۲ ؛ ورواية عمر بن سفيان التميمي عن ابنه قال : حدّثتني أنت عنّي عن أيّوب عن الحسن أنّه قال : «ويح كلمة رحمة» وهذا داخل من وجهٍ فيما مضى . ۳
المطلب الخامس : رواية الآباء عن الأبناء ممّا يندر وجوده ؛ إذ الطريقة المعمولة

1.الدراية للشهيد ، ص ۱۲۳ .

2.مقابس الهداية ، ص ۵۴ ؛ الرعاية ، ص ۳۵۵ ؛ الخلاصة في أصول الحديث ، ص ۹۶ .

صفحه از 400